الأنباء: التعطيل يحاصر فرصة إنقاذ لبنان... والمطار خط أحمر

وطنية - كتبت صحيفة الأنباء تقول: لليوم الثالث على التوالي، لم تسلم طريق المطار من الفوضى والاستعراضات الشعبوية، بعد أن دأبت مجموعات في اليومين الماضيين على افتعال أعمال الشغب وتسكير الطرقات بالتزامن مع الاحتجاجات المستمرة على عدم السماح لطائرة إيرانية بالهبوط في بيروت، بعد اعتصامٍ نفذّه "حزب الله" تخلله محاولة عدد من المتظاهرين الاقتراب من مدخل حرم المطار، ما أدى إلى مواجهات مع الجيش اللبناني الذين أطلقوا القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين بهدف تفرقتهم، ليرد مناصرو الحزب برمي الحجارة.

وإن فاتَ البعض أنَّ الهمّ الأساسي يعود لحماية البلد من آتون حربٍ جديدة قد تندلع في أيّة لحظة، فإنَّ لبنان يتلقف تباعاً تداعيات الحرب التي اندلعت منذ أشهر، خصوصاً وأن التجارب السابقة كفيلة لدبّ الذعر في النفوس إذا ما نفذّت إسرائيل تهديداتها واستهدفت مطار بيروت تحت حجج واهية، ما يدفع حتماً نحو اتخاذ التدابير اللازمة لما فيه من تأمين حماية المرفق العام والمسافرين على وجه الخصوص.

 

سلامة المطار خط أحمر

في السياق، أكد وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني أن سلامة المطار والمسافرين خط أحمر، لافتاً إلى اتخاذ إجراءات ضرورية من أجل حمايتهم، كما أن شركة طيران الشرق الاوسط قررت إرسال ثلاث طائرات لتأمين عودتهم، ولكن السلطات الرسمية الإيرانية لم تؤمن الأذونات.

وإذ شدد رسامني بعد اجتماعٍ وزراي عقد في السراي على أن وزير الخارجية طلب عقد اجتماع مع سفير ايران في لبنان لمعالجة الموضوع بديبلوماسية وإيجاد الحلول لهذه المشكلة بأسرع وقت ممكن، اعتبرَ أن أمن المطار أولوية وهناك عقوبات أوروبية يمكن ان تؤثر على مسار مطار بيروت وسلامة الركاب، لذلك فإننا سنتخذ اي قرار يتعلق بأمن وسلامة المطار، ونحن اتخذنا القرارات المناسبة لتحييد المطار عن اي اعتداء.

بدوره، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أنّ سلامة أمن مطار بيروت فوق كل اعتبار ولن نتسامح في مسألة الإخلال بأمنه، رافضاً الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، ومشيراً الى ضرورة التشدد في تطبيق القانون ومحاكمة كل من أساء للقوى الأمنية، إذ إن حرية التعبير لا علاقة لها بما يحصل في الشارع.

 

النائب جنبلاط: لوقف التعطيل والفوضى

وتعليقاً على الممارسات الفوضوية، أدان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط الإعتداء السافر الذي تعرّضت له قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" على طريق المطار، معتبراً أنها تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، مطالباً الجيش والاجهزة الأمنية والقضائية بتوقيف المتورّطين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبتهم.

 جنبلاط رأى أن هناك فرصة في البلد للنهوض بالدولة والمؤسسات، وعلى الجميع التصرف على هذا الأساس ووقف التعطيل والفوضى، مجدداً التأكيد أن الاعتداءات التي حصلت على اليونيفل وعناصر من الجيش واعمال الشغب والفوضى والترويع للمواطنين، تسيء للاستقرار وللسلم الأهلي.

 

"تهم وحقد مكبوت"... والاشتراكي يردّ

من جهته، شدد الحزب التقدمي الإشتراكي على ضرورة ضبط الوضع الداخلي ومنع الإخلال بالأمن، لافتاً إلى أنَّ الإجراءات التي تحصل مؤخراً في مطار رفيق الحريري الدولي كانت قد بدأت في عهد الحكومة السابقة والتي كان وزير الأشغال العامة محسوبٌ بالمباشر على الجهة التي تنتقد الإجراءات اليوم، متسائلاً لماذا لم تُرم هذه التهم على الوزير السابق، وداعياً أصحاب التهم الجزاف الجوفاء الى الاطلاع على حقيقة القوانين والأصول والصلاحيات قبل رميها بشكل عشوائي ينمّ عن جهلهم أولاً، ويكشف حقداً مكبوتاً ثانياً. 

 

البيان الوزاري أُنجز... وجلسة حكومية 

توازياً، تتحضّر الحكومة الجديدة لجلسة مرتقبة يوم غد الإثنين لمناقشة البيان الوزاري بعد أن وضعت اللمسات الأخيرة عليه، حيث لفتت مصادر متابعة عبر جريدة الانباء الالكتروني إلى أنَّ التركيز في البيان سينحصر على دور الدولة انسجاماً مع ما ورد في خطاب قسم الرئيس جوزاف عون، لما تتطلبه المرحلة الجديدة نحو إطلاق مسار الإصلاح والإنقاذ.

وفي مضمون البيان الوزاري، تشير المصادر إلى أنَّ عبارة "حق اللبنانيين بتحرير أرضهم" ستتحوّل إلى "حق الدولة بتحرير أرضها"،  كما سيتضمن البيان وفق المتوقع تركيزاً على التزام لبنان بسط سيادة الدولة على كامل أراضيه وفق اتفاق الطائف والدستور والقرارات الدولية لا سيما منها القرار 1701، وملف تعزيز الأمن على الحدود اللبنانية السورية، كما سيأخذ ملف الإصلاحات المالية والاقتصادية حيّزاً كبيراً، وبالتالي فإن البيان سيكون واضحَ المعايير دون أية شوائب، وسيُقرّ على أساس أن الجميع كان ممثلاً في لجنة الصياغة.

 

غموضٌ يلف موعد الانسحاب... وزيارة مرتقبة

وعلى وقع المستجدات الأمنية على المشهد الداخلي، يقترب موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي المحتلة جنوباً، فيما المؤشرات غير إيجابية حتّى اللحظة، في ظلّ المراوغة الإسرائيلية والتمسّك بالمواقع الإستراتيجية التي تريد الحفاظ عليها، ما يدق ناقوس الخطر باندلاع العمليات العكسرية مجدداً ما لم يتم الانسحاب في موعده المحدد.

إلى ذلك، تشير معلومات صحافية إلى زيارة مرتقبة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس قُبيل 18 شباط الجاري، فيما تستمر الانتهاكات الفاضحة لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ نفذ العدو عملية اغتيال طالت عباس أحمد حمود أحد قادة الوحدة الجوية في "حزب الله"، إثر غارة بصاروخ موجه استهدفت سيارة على طريق جرجوع -اللويزة في منطقة اقليم التفاح عند مفرق قطر الندى، ما ادى الى اشتعال النيران فيها وسقوط شهيدين كانا في داخلها، واصابة 4 مواطنات.

بالتزامن، نفذ الجيش الاسرائيلي أمس عمليتي تفجير كبيرتين  في أقل من ساعة، استهدفت عدداً من المنازل  في بلدة يارون في قضاء بنت حبيل، كما نفذ عملية تفجير في منطقة الاحراش في "اللبونة" مقابل علما الشعب والناقورة في قضاء صور.

 

 

====

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب