امين السيد من بعلبك: لن تستطيعوا النيل من سلاح المقاومة ولا من قوتها وحضورها القوي في الساحة السياسية في لبنان

وطنية - بعلبك - اعتبر رئيس المجلس السياسي ل"حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد أن "المقاومة حققت أهدافاً وإنجازات كبرى، ولكن أحد أهم عوامل إدخال السعادة إلى قلوب الناس هو شعورهم بالعزة والكرامة أمام محاولات الأعداء ممارسة الذل والإهانة او الإخضاع لشعبنا، وكذلك هذا الشعب لم يسمح لحكام ظالمين أو قوى مجرمة أن تُعطى فرصة في لبنان لممارسة الجرائم والإذلال والإخضاع لهذا الشعب الأبي". 
 
وخلال لقاء سياسي نظمته "جمعية العمل البلدي" في قاعة تموز في بعلبك، في حضور مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" الدكتور حسين النمر، رؤساء وأعضاء مجالس بلديات واتحادات بلدية ومخاتير، وفاعليات اجتماعية، رأى السيد أن "كل لبناني كان موجودا في الخارج أثناء تحرير عام 2000 أو حرب تموز 2006، سواء كان مسلما أو مسيحيا، أو شيعيا أو سنيا أو درزيا، كان يرفع رأسه أمام العالم مفتخرا بما أنجزته المقاومة في لبنان".
 
وقال: "نحن معنيون بأن لا نشعر بالإعجاب في عملنا، بل أن نشعر دائما بالتقصير، لكي نسعى دائماً إلى تطوير عملنا للوصول إلى نتائج وإنجازات أفضل".
 
وتابع: "أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب اعتبر ان الفقر في الوطن غربة، فالفقر من الظواهر التي تدل على أن هذا الإنسان لا يعيش السعادة في وطنه، وهنا تكمن مسؤولية الحكومة المركزية بإمكانياتها وسياساتها بأن تضع البرامج والخطط التي تجعل المواطن يشعر بسعادة في بلده ولا يفكر بالهجرة، وهناك مسؤولية على البلديات والاتحادات البلدية كحكومة مصغرة بأن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار في خططها ومشاريعها وبرامجها التنموية والفكرية والثقافية والتربوية والاجتماعية والخدماتية والنفسية".
 
وأشار إلى أن "حزب الله كان وما زال يدعم البلديات من موازنته في مشاريع كثيرة، ليس فقط بالمازوت، وإنما في حفر الآبار وتأمين المياه ومولدات الكهرباء وتعبيد الطرقات، وفي توفير الخدمات الصحية والاجتماعية وفي مشاريع كثيرة، ولكننا نساعد البلديات والناس على قاعدة إدخال السرور على قلب المؤمن، ويجب تقديم المساعدة مع حفظ كرامات الفقراء بأن لا نشعرهم بالتفضل عليهم، فالخدمات وقضاء حاجات الناس نقدمها حباً بعمل الخير وطلبا لرضى الله عز وجل، وليس من أجل توظيفها بالسياسة، فليس توجه حزب الله ولا روحية ومبدئية وثقافة حزب الله بأن يقدم خدمات للناس بتجارة سياسية، وإنما نحن نقوم بواجبنا بأن نكون ألى جانب الناس، والناس أحرار بما يقومون به". 
 
واعتبر أن "العالم يشهد اليوم أحداثاً وتطورات كبرى ومفصلية ومصيرية، ترسم مستقبل دول وشعوب ومجتمعات، ومنها حدث أوكرانيا وروسيا، ولكن الأساس أميركا وروسيا، وبينها أوروبا التي تدفع ثمن خضوعها للولايات المتحدة الأميركية، تدفع ثمن الذل والإهانة. نحن أمام مشهد دول أوروبية كبرى وعظمى تحولت في مصيرها وسياساتها واقتصادها ومواقفها وحربها إلى أداة للسياسة الأميركية. هذا الموضوع يرسم مستقبل أوروبا، وبدأ الوجع والألم والخسائر وشعور المواطنين في أوروبا بتحمل عبء الخضوع السياسي لأميركا، وقد تكون من تداعيات وتأثيراته المعارضات في أوروبا التي ستغير حكومات وسياسات في المستقبل". 
 
وأردف: "الأميركيون ورطوا الرئيس الأوكراني بوعودهم بالوقوف ألى جانبه، وعندما بدأت الحرب قدموا المال والسلاح، ولكنهم رفضوا التدخل العسكري لنصرته، أي وضعوه في فم الروس ويفرجون عليه، والآن معظم البنية العسكرية لأوكرانيا دمرت، ونهاية الحرب مرهونة بموافقة أوكرانيا على الشروط الروسية".
 
ورأى أننا "أمام عالم جديد متعدد الأقطاب حسب تعبير وزير خارجية روسيا قبل أيام، وأوروبا قد لا تكون مرشحة لتكون قطباً بسبب خضوعها للأميركي، والعرب والمسلمين أين هم فيتشمل الأقطاب في العالم، للأسف إنها دول على الورق رغم ثرواتها الهائلة، وما يحزن ويؤلم أنهم أدوات عند الأميركي، ألم يروا ماذا فعلت أميركا بأدواتها في أفغانستان وكيف تعاطوا مع رئيس أوكرانيا، ألم يروا ماذا حل ويحل بأدوات أميركا؟ فالأميركي لا يتحمل قتلى من الأميركيين، ولكنه جاهز بأن يتحمل ملايين القتلى من غير الأميركيين، وعندما يقرر الانسحاب، ينسحب بمفرده ويتخلى عن أدواته". 
 
وأضاف: "بالمقابل هناك عقوبات وحروب وحصار على الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ سنة 1979، ولكنها صمدت ولم ترضخ، والآن هي تفاوض لإنجاز الاتفاق النووي وتقف بثبات في مقابل مجموعة 5 زائد 1، وبقيت دولة حرة ومستقلة وقوية، وفي موقع العزة والكرامة، وهي مرشحة بأن تكون قطباً دوليا".
 
وتطرق إلى الحدث الأخير في فلسطين "بدلالاته الأربعة، هو في الضفة الغربية وفي اراضي 48 وليس في غزة، سلب الأمن الاجتماعي الإسرائيلي، أتى هذا الحدث بعد إجتماع الذل والخيانة في العقبة ليؤكد أن المجاهدين هم الذين يقررون مصير فلسطين، وان الأميركيين والإسرائيليين يحاولون إقامة شراكة أمان لإطالة عمر الاحتلال وجعله وجوداً شرعياً على المستوى الإقليمي والدول، فأتت هذه العملية لتقول إسرائيل دولة محتلة والخيار الوحيد لزوال الاحتلال هو المقاومة المسلحة". 
 
وقال: "أدوات أميركا في لبنان طلبوا خلال حرب تموز 2006 من وزيرة خارجية الولايات المتحدة الاستمرار في الحرب على المقاومة، وهؤلاء الأدوات منذ مجيء الفلسطينيين إلى لبنان، لم يتمكنوا من تغيير الواقع السياسي الوطني والقومي والإسلامي المناهض للوجود الصهيوني في لبنان والمنطقة، ويستمر ن في التآمر مع الأميركيين الذين يريدون توظيف البعض في لبنان خلافاً لخيارات الشعب والأمة المناهضة للخيارات الأميركية والإسرائيلية، يحاولون إضعاف قوة وحضور المقاومة السياسي بعد عجزهم عن إضعاف قوتها العسكرية". 
 
وتابع: "نقطة القوة بالنسبة للمقاومة ليس سلاحها فحسب، بل أيضاً مجتمع المقاومة وحضوره وتحمله أعباء المقاومة في كل الحروب والصراعات، وقوة المقاومة بأنها منعت أي إمكانية للتآمر على المقاومة، من خلال مؤسسات الدولة، سواء في الحكومة او في المجلس النيابي". 
 
ورأى أن "أدوات أميركا في لبنان يقدمون أنفسهم بانهم القوى والمشروع الذي يستطيع أن يضع حدا لقوة المقاومة ولمجتمع المقاومة ولقوة الحضور السياسي للمقاومة في لبنان، يقولون للأميركي ولهامان المنطقة اعطونا الأموال ونحن نتكفل بذلك. هذه معركة سياسية انتخابية، وهنا لم يعد الموضوع انتخابات وهذا النائب او ذاك، الموضوع له علاقة بهذا المصير وبهذا المستقبلط. 
 
وختم : "كل الذين حضروا في معركة المقاومة ضد الاحتلال حتى عام 2000 وحرب تموز وكل المجتمع الذي وقف مقابل مؤامرة التكفيريين في سوريا، الآن أنتم مدعوون بالسياسة، بالصوت في صناديق الاقتراع، أن ترسلوا رسالة عبر هذه الورقة إلى الولايات المتحدة الأميركية وهامانات المنطقة تقولوا لهم فيها لن تستطيعوا ان تنالوا لا من سلاح المقاومة ولا من قوة المقاومة ولا من حضور المقاومة القوي في الساحة السياسية في لبنان، هذه مسؤولية، وهذه فرصة في نفس الوقت، وليس مكتوب على جبين هذه المقاومة الهزيمة، مكتوب على جبينها النصر". 
 
                         ================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب