وطنية - المتن - أعلنت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة في مؤتمر صحافي عقدته في المركز الكاثوليكي للإعلام عن إطلاق المعرض التكنولوجي التربوي السابع 2025 بعنوان "من الطباشير إلى روبوتات الدردشة: تطوّر التعليم في عصر التكنولوجيا" الذي تنظّمه في مقرّها في عين نجم في 7 ايار المقبل ، برعاية وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كمال شحادة.
أبو كسم
استهلّ المؤتمر بكلمة ترحيبية لمدير المركز الكاثوليكي المونسنيور عبده أبو كسم الذي رحّب "بالمحاضرين وبالحضور الكريم"، وقال: يسعدنا اليوم كما في كل سنة أن نعلن من منبر المركز الكاثوليكي للإعلام عن المعرض التكنولوجي التربوي التاسع الذي سيقام في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة. كما كنّا نقول في كل سنة، إنّ مشروع التربية في لبنان وفي الكنيسة هو مشروع ثابت ولا يتقدّم عليه أي شيء رغم الصعوبات والتحدّيات والأزمات والمشاكل والضغوطات على المدرسة الخاصة والكاثوليكيّة بنوع خاص، بما يخصّ الضرائب غير المدروسة التي تضيّق الخناق على مدارسنا؛ يبقى تطوّر التربية هو الأهمّ بالنسبة إلينا على قدر الاهميّة ذاتها التي نريد ان نؤمّن من خلالها لتلامذتنا، أجود أرقى أنواع التعليم".
أضاف: "لن يمنعنا عن ذلك، لا التحديات ولا الضغوطات ولا أي شيء آخر، لأنّنا مصمّمون أنّ رسالتنا الإنسانية والتربوية هي من أولى المرتكزات التي ينطلق من خلالها العمل الرسولي في الكنيسة. أهلاً وسهلاً بكم مجدّداً"، نتمنّى للمؤتمر النجاح وتبقى المدرسة رمز لوحدة اللبنانيين وبخاصة المدارس الكاثوليكيّة".
نصر
ثمّ قال الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان الأب يوسف نصر: "يسرّنا أن نعلن عن افتتاح المعرض والمؤتمر التكنولوجيّ التربويّ التاسع Edutech 2025 برعاية وزير المهجّرين ووزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ الدكتور كمال شحادة، تحت عنوان: "من الطباشير إلى روبوتات الدردشة: تطوّر التعليم في عصر التكنولوجيا"، وذلك يوم الأربعاء 7 أيار المقبل عند الساعة السادسة مساءً، والذي سيمتدّ لغاية السبت 10 منه في مركز الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة، في عين نجم".
أضاف: "يأتي هذا المؤتمر كخطوة جديدة ضمن رؤية الأمانة العامة 2030، التي تقوم على ثلاث ركائز أساسيّة: مدرسة رقميّة، خضراء، ودامجة. رؤيةٌ تطمح إلى تهيئة مدارسنا للغد، دون أن تفقد جذورها العميقة في القيم الإنسانيّة والإيمان بالكرامة البشريّة.
في زمن تتسارع فيه التطوّرات التكنولوجيّة بشكل مذهل، خصوصاً في مجالات الذكاء الاصطناعيّ، لا بدّ من تحديد موقف التربية من كلّ ما يحصل سائلاً: هل ترفض التربية كلّ التطورات التكنولوجيّة الحاصلة وتبقي على خصوصيّتها فيقع المتعلّم في سكيزوفرينيا بين ما يتعلّمه في المدرسة وما يعيشه في حياته اليوميّة؟ أو هل تذوب كليًّا في ظلّ التطوّر التكنولوجيّ الحاصل ممّا يفقدها هويّتها وقيمها وأخلاقيّاتها؟"
وتابع نصر: "لا شكّ أنّه أصبح من الضروريّ أن نواكب هذا التحوّل، وأن نُدخل هذه الأدوات الجديدة إلى مدارسنا، لا بشكل عشوائيّ، بل ضمن ضوابط واضحة ومحدّدة تحافظ على خصوصيّة المتعلّم ونموّه الإنسانيّ، في إطار أخلاقيّ يحمي القيم التي لطالما شكّلت جوهر رسالتنا التربويّة. وهذا ما يحتاج الى المزيد من التوضيح والتثبيت والتظهير في الأيام القادمة. ولكنّ هذا التطوّر الحاصل لا يلغي طرح العديد من التساؤلات حول مستقبل التعليم والمعلّم في عالم اليوم: هل سيحلّ الذكاء الاصطناعيّ مكان المعلّم ويدمّر الآلاف من الوظائف التعليميّة؟ هل سيستغني المتعلّم عن معلّمه بحجة أنّه أصبحت متاحة أمامه كلّ وسائل التعلّم الحديثة؟ هل سيدمّر الذكاء الاصطناعيّ كلّ القدرات العقليّة للمتعلّم فيصبح من السهل عليه النسخ (copy paste – plagiat) والاستعانة بالمعلومات المتوفرة أمامه؟"
وقال: "إنّ الانتقال من الطباشير واللوح الأسود إلى الشاشات التفاعليّة والذكاء الاصطناعيّ وروبوتات الدردشة، ليس مجرّد تطوّر في الوسائل، بل هو تحوّل عميق في النظرة إلى التعلّم ذاته. ولكنّه ما زال بحاجة الى المزيد من الإنضاج والتفكّر والتعمّق وأن يتمّ بوعيٍ ومسؤوليّة لكي يؤتيَ ثمارًا جمّة.
فمن إيجابيات التكنولوجيا أنها تتيح لنا تحقيق مزيدٍ: من الشخصانيّة في التعليم (personnalisation)، بحيث يساعد المعلّم على الدخول بعلاقة مباشرة مع المتعلّم؛من الإندماج (inclusion) بحيث يُصبح المسار التعلّميّ مخصّصًا لكلّ طالب بحسب قدراته واهتماماته؛من التحفيز (motivation) لدى المتعلّمين؛ من الإبداع (créativité) مما يساهم في فتح آفاق جديدة للاكتشاف والإبداع، ويرسّخ حبّ التعلّم وينمّي روح المبادرة لدى المتعلّمين".
وأردف نصر: "من هنا، يشكّل مؤتمر ومعرض Edutech 2025 فرصة مهمّة لعرض أحدث الابتكارات في مجال التكنولوجيا التربويّة، ومناقشة كيفيّة توظيفها بشكل أخلاقي وفعّال في مدارسنا"، مشيراً إلى أن المؤتمر سيتضمّن بالإضافة الى مداخلات الخبراء والمتخصّصين في مجالات التكنولوجيا والتعليم، جلسات متنوّعة وورش عمل تفاعليّة سيتكلّم عنها بالتفصيل قدس الأب الدكتور وديع سقيّم، مدير عام مدارس الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، والأستاذ جوزف نخلة، رئيس قسم التكنولوجيا في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة".
وتوجّه نصر بالشكر الى الوزير الدكتور كمال شحادة على رعايته هذا الحدث الفريد الذي يجمع التربية والتكنولوجيا، ولجنة التكنولوجيا في الأمانة العامة المؤلّفة من: الأب وديع سقيّم، السيّد جوزف نخلة، الدكتور ميلاد السبعلي، الدكتور فوزي بارود، الدكتورة ندى عويجان، الدكتور أسعد يمّين، الدكتورة غريس ثلج، الدكتور كاتيا يمين، والدكتورة ريما سويد، والمحاضرين المشاركين في أعمال المؤتمر من لبنان والخارج، وكلّ الشركات والمؤسّسات المشاركة في المعرض".
وفي الختام، وجّه "الدعوة الى جميع المدارس والمعنيّين بالشأن التربويّ الى زيارة المعرض والمشاركة في أعمال المؤتمر لنتشارك معًا رؤية مستقبليّة للتعليم، تجمع بين أصالة رسالتنا وروح العصر".
نخلة
بدوره، رحّب رئيس قسم التكنولوجيا في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان جوزف نخلة "بالجميع في هذا المؤتمر الصحفي الهام، الذي نعلن فيه عن برنامج النسخة التاسعة من المعرض التربوي التكنولوجي السنوي EduTech 2025، الذي يواصل تألّقه كواحد من أبرز الأحداث التربويّة الرقميّة المستدامة في وطننا الحبيب لبنان".
أضاف: "تحت شعار: "من الطباشير إلى الدردشة الذكية: تطور التعليم في عالم تقوده التكنولوجيا"، يجمع هذا الحدث خبراء التعليم، المبدعين التكنولوجيين، والشركات الرائدة لعرض أحدث التقنيّات والحلول التي تسهم في بناء مدارس ذكيّة قادرة على إعداد أجيال تواكب تحديات المستقبل".
ثمّ عدّد نخلة أبرز فعاليات المؤتمر والمعرض هذا العام، متحدّثاً عن "ندوات تخصصية تطرح تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التعلم المدمج، وبيئات الواقع المعزز والافتراضي، ورش عمل تفاعلية تتيح للمعلمين والإداريين التعرف عمليًا على أحدث أدوات تكنولوجيا التعليم،مساحة عرض متطوّرة لابتكارات الروبوتات، الطابعات الثلاثية الأبعاد، أنظمة الحماية الذكية، ومناهج STEAM العصرية، بالإضافة إلى أحدث أدوات المحتوى الرقمي التفاعلي".
وأشار إلى أنّ المعرض سيفتتح الأربعاء في السابع من أيار الساعة السادسة مساءً، في مقر الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في عين نجم، بحضور ورعاية معالي وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي د. كمال شحادة، وسيلي الافتتاح جولة على أجنحة الشركات العارضة للتعرف على آخر الابتكارات".
ولفت إلى "استقبال المعرض زوّاره من المسؤولين والتربويّين والطلاب المهتمين في الأيام التالية: يومي الخميس والجمعة الثامن والتاسع من أيار من التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءً، ونهار السبت العاشر من أيار من التاسعة صباحًا حتى الواحدة بعد الظهر"
كذلك شرح نخلة برنامج ندوات المؤتمر محدّداً الأوقات والتواريخ والمواضيع والمحاضرين"، مجدّداً في الختام، شكره وامتنانه "لكل شركائنا الاستراتيجيين ولممثلي وسائل الاعلام وبالأخص المركز الكاثوليكي للاعلام، وللجنة تحضير برنامج الندوات الذين عملوا بتفانٍ لصناعة حدث استثنائي".
سقيّم
من جهته، قال الأب وديع سقيّم: "يشهد مجال التعليم تحولًا جذريّاً، منتقّلاً من أساليب التدريس التقليديّة إلى مناهج ديناميكيّة مدعومة بالذكاء الاصطناعي".
أضاف: "إن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم لا يُعدّ مجرّد ترقية تكنولوجيّة، بل هو نقلة نوعيّة تعيد تعريف كيفيّة تعلّم الطلاب، وتدريس المعلمين، وتقييم المؤسّسات للتقدم".
ولفت إلى أنّ المؤتمر الذي يحمل عنوان "من الطباشير إلى روبوتات الدردشة: تطور التعليم في عصر التكنولوجيا" يجمع خبراء وتربويّين وصنّاع قرار لاستكشاف آثار الذكاء الاصطناعي على التعليم. من خلال جلستين حيويّتين وأربع ورش عمل، سنناقش من خلالهم تأثير الذكاء الاصطناعي على التدريس والتعلّم، والاعتبارات الأخلاقيّة، وكفاءات التعلّم مدى الحياة، ومستقبل التقييم والتعليم الشخصي".
ثمّ تطرّق سقيّم إلى عناوين الجلسات ومضامينها والمحاور التي ستسلكها.
================