وطنية - عبّرتجمعية "الكرامة الثقافية الاجتماعية" عن بالغ حزنها وأسفها لرحيل الشاعر الجنوبي إلياس لحود، معتبرةً أن "خسارته لا تمسّ الوسط الثقافي فحسب، بل تطال وجدان الجنوب وذاكرته".
وقال رئيس الجمعية، أحمد حسن رمضان، في بيان النعي: "رحل إلياس لحود، ابن جديدة مرجعيون، الشاعر الذي جعل من 'كل الجهات الجنوب' قصيدة لا تنطفئ. لم يكن شاعرًا فحسب، بل أنطق الحجارة، وجعل من التبغ صلاة، ومن التراب صوتًا نابضًا بالحنين والانتماء."
أضاف: "كان لحود شاعرًا وناقدًا وإعلاميًا، تخرّج من الجامعة اللبنانية وأسهم بعمق في الحياة الثقافية اللبنانية. ترك أثرًا خالدًا في دواوينه: جنوبيات، شمس لبقيّة السهرة، مراثي بازوليني، وغيرها، حيث لم يكن يكتب الشعر بل يقطف القصيدة من الأرض، من صمت الينابيع ونبض القرى."
وتابع: "لم يكن مجرد شاعر، بل كان ذاكرة الجنوب المبلّلة بالمطر، المُحمّلة بصوت الناقوس والأذان، بمواويل الأمهات وأنين الأجراس الصامتة. حمل الجنوب كما يُحمل اليتيم على الأكتاف: دافئًا، خائفًا، شجاعًا."
وختم رمضان بالقول: "نرثي اليوم شاعرًا ما زالت قصائده تمشي في الحقول، وتنام تحت سنديانةٍ مهجورة، وتهمس في أذن الريح. وإن كانت الكلمات تأبى أن تفيه حقّه، فحسبه أن الجنوب، حين انحنى لرحيله، انحنى ليشمّ عبقه لا ليبكيه. نم قرير العين، يا ابن الجنوب، فقد أبقيتَ لنا في الحقول صدى، وفي الينابيع صورة، وفي اللغة وطنًا لا يُحتل."
=====أ.أ.