وطنية - أقيمت في إطار فعاليات اليوم ما قبل الأخير من المهرجان اللبناني للكتاب، ندوة حول مذكّرات اللواء رياض تقي الدين، "حفر على الوجدان وبصمة الوجود"، منشورات دار سائر المشرق، أدارها الدكتور ناصيف قزي، وشارك فيها النائب السابق العميد وهبي قاطيشا، ونائب نقيب المحرّرين الصحافي صلاح تقي ّالدّين. كما تمّ تكريم الدكتورة ندى مغيزل نصر بإدارة من الدكتورة هند الرموز وتقديم من الدكتورة ندى شاوول.
قزي
بداية قال الدكتور قزّي: "في هذا الدير، دير مار الياس - انطلياس للرَهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة التي تحتفل هذه السنة، بيوبيلها 325، والتي كانت، ولا تزال، رَهبانيّةَ الرسالةِ والشهادةِ والتجدّد. ليس صدفةً أن تَنْشأ في رحاب هذا الدير، ديرِ عاميّة 1840، حركةٌ ثقافيّةٌ وطنيّةٌ جامعة، ميرونُها من شواطئ الأرجوان، ومن دَفْقِ ينابيعِ لبنان، ونُسْغِ شلوحِ الأرزِ والسنديان".
أضاف: "إنّ كتاب اللواء رياض تقي الدين، موضوعُ ندوتنا، هذه العشيّة، يعيد تظهير تاريخِنا المعاصر، بحلوه ومرّه، مسترجعاً أحداثاً ومحطّاتٍ، كادت أن تُسْقِطنا في المحظور - وقد فعلَت في مرحلة ما، في هذا المجال"، محيّياً "أهلنا الصامدين في قرى الجنوب، جنوب القداسة والشهادة، مناشدين الحكم والحكومة العمل على إنهاء الإحتلال، وعدم التهاون في الدفاع عن حقوقنا في الأرض وما في جوفها، من قمّة جبل التجلّي إلى قعر المتوسط الكبير، ملتقى الحضارات، والذي، وبقدر ما هو امتداد جغرافيّ، فإنه كذلك، مساحةٌ ثقافيّةٌ بين شعوب ضفّتيه. ومن هنا كانت الشراكة المتوسطيّة إطار تلاقي بين دوله".
وتابع: "لا شكّ أنّ هذا الكتاب، إلى كونه مذكّراتٍ شخصيّة، أو سيرةٍ ذاتيّة، هو ذاكرةٌ وطنيّةٌ مُحْكَمَةُ الإيقاع، كثيرةُ التفاصيل، تعانق الأحداث التي مرّ بها لبنان طوال عقود الإستقلال، وتركّز على المحطّات التي تفاعل معها الكاتب، من ثورة 1958، حتى سنّ تقاعده في أواخر تسعينات القرن الماضي، مروراً بشتى الحروب العبثيّة، تلك التي زعزعزت لبنان، وشلّعت مجتمعَه، وبدّدَت كلّ الآمال. سيرةٌ وطنيّةٌ ذاتِ أبعادٍ شتى: تاريخيّة وسوسيولوجيّة (أو سوسيو-دينيّة Socioreligieuse) وقوميّة وسياسيّة وأمنيّة وقانونيّة وأخلاقيّة، قل قيميّة إصلاحيّة".
وتوجّه الى الكاتب في الختام: "شكراً لأنك أضأت على حَقْبة هامة من تاريخ لبنان المعاصر، الحَقْبة التي كاد لبنان أن يندثر خلالها، وأن يتحوّل إلى كياناتٍ، أين منها ما يجري اليوم في مشرقنا العربي من أحداثٍ وتطوراتٍ بالغة الخطورة. شكراً لأنك كتبت بكلّك، فاستحقّ كتابك أن يكون فعلاً "حفراً على الوجدان". شكراً لأنك لم تُخْفِ عن القارئ أيّ شيء، حتى أدقّ التفاصيل دون مراعاة أيّ كان".
قاطيشا
وتوجّه قاطيشا: "بالشكر ، للمؤرّخ الصديق الأستاذ أنطوان سعد، الذي اصطفاني لنناقش معاً هذا الكتاب المُميَّز ، الذي يشكّل أحد المراجع الهامة ، لحقبة من الأحداث في تاريخ لبنان المعاصر، ولصاحب الكتاب الصديق اللواء رياض تقي الدين ، الذي شرَّفني بموافقته على هذا الإصطفاء".
أضاف: "كتاب اللواء تقي الدين، حفر على الوجدان وبصمة الوجود، غنيّ بالوقائع التاريخيّة ، التي كان له شرف المشاركة في صنع بعضها، بحيث يشكّل مرجعاً هاماً ، لكل باحث في تاريخ تلك الحقبة وتناقضاتها؛ لأنّ ما رواه عن الجهة التي شارك في صنعها، رواه بشجاعة وبالنقد الذاتي؛ وما كتبه عن الجهة المقابلة، كتبه أيضاً بصدقية المتلقّي الناقل للحدث بأمانة المستمع. وهذا ما يسمح لكلِّ باحث في تلك الأحداث، أن يسبرَ أغوارها وخلفيّاتها، ليكتب عنها بصدق وموضوعيَّة".
وتابع: "واضحٌ جداً في هذا الكتاب، عمق إيمان الكاتب بوطنه وجيشه. فيوم شلَّعت السياسة الدولة وتفكَّكَ الجيش عام 1976، عاد إلى عشيرته، كمعظم العسكريّين الشرفاء على جانبَي خط المواجهة، ليس لتحقيق الغلبة على الآخر، إنما لتثبيتِ التوازن في الكيان اللبناني على أسُسٍ عسكرية، بعد ما انكسر توازنه على أسُسٍ سياسية. ويوم غادر الجندية وحاول الإرتقاء إلى العمل السياسي، منعته قوانين العشيرة التي دافع عنها، فختم مسيرته الوطنيّة باستراحة المحارب".
وأردف: "في أسباب الحرب على لبنان يقول الكاتب إنّ الإنفلاش المسلح الفلسطيني، كان السبب الأساسي في حصولِ تلك الحرب وفيها يقول في الصفحة 87 :"المسيحيّون في لبنان، كانوا الأصرح والأصح رؤيةً تجاه السلاح الفلسطيني، فأعلنوا رفضهم لعبور الفدائيّين للحدود مع إسرائيل"، فانقسم البلد إلى مسلمٍ – مسيحي، وأخذ الفلسطينيّون يسلّحون المسلمين واليسار اللبناني". هذه الجرأة في قولِ ما شاهده ضمن فريقه، لهو دليل قاطع على جرأةٍ ترتقي إلى قولِ الحقيقة مهما كانت نتائجُها قاسية حتى على الفريق الذي كان ينتمي إليه".
وقال: "يتابع اللواء تقي الدين في جرأته، فلا يتوانى عن تعداد الجهات التي استثمرت في الأزمةِ اللبنانية من جهته؛ ومنهم: حافظ الأسد، ياسر عرفات، كمال جنبلاط، المسلمون في لبنان، مصر، كما يبيِّن أن أهداف هؤلاء كانت متطابقة في العلن، ومتناقضة في المضمون. إعلاميَّاً، كلٌ منهم بحاجة إلى التغطية من الآخر، وعمليَّاً، لكلٍّ منهم مشروعه الخاص الذي يخفيه عن الآخرين؛ ولكن كلُّ المشاريع كانت على حساب لبنان".
أضاف: "في الصفحة 121 يقول الكاتب: (تشدُّد كمال جنبلاط كان يستغله كأداة ضغطٍ، على الرئيس خصوصاً وعلى الموارنة عموماً، معتمداً على وطنيّتهم وخوفهم التاريخي على لبنان، واعتبارهم نفسهم أم الصبي). ليستخلص الكاتب: لقد أخطأ الموارنة في العناد، وأخطأ جنبلاط في سلوكه الضاغط على الموارنة. لكنَّني كمواكب لتلك الأحداث أسأل اليوم: لولا عناد الموارنة، فهل كنّا نحن اليوم كلبنانيين جالسين في هذه القاعة،نمارس حرّيتنا في مناقشة هذا الكتاب، ودورنا الحضاري في هذا الشرق؟ لذا علينا القول: شكراً للموارنة".
وبالرغم من إشارة قاطيشا الى ورود بعض المغالطات العسكرية في الكتاب، نوّه "بالأسلوب الجذّاب في سرد الأحداث" مستخلصاً:
1-شجاعة الكاتب في قول كلمة الحق التاريخيّة، وإدانته أحياناً لفريقه، يزيدان من مصداقيّة الكتاب كأحد المراجع الأساسيّة لمرحلة مهمّة من تاريخ لبنان المعاصر.
2- تحليله الاستراتيجي لواقع لبنان، عندما يقول إنّ الحرب في لبنان بدأت بين مسلمٍ مغبون ومسيحي خائف. وهنا يجب الإعتراف بأن أقسى فصول تلك الحرب كانت عندما تفرَّعت عنها حربٌ أخرى بين خائفين: المسيحي الخائف والدرزي الأشدّ خوفاً. فالمغبون يمكنه الإنتظار كخيارٍ استراتيجي في الحروب، لكن الخائف يفتقر إلى استراتيجيةِ الإنتظار. وهذا ما حصل مع الأسف في حربِ الجبل".
تقي الدين
وقال الصحافي تقي الدين: "حفر على الوجدان وبصمة الوجود" عنوان مذكرات اللواء الشيخ رياض تقي الدين يكفي بحدّ ذاته ليعطي من يريد أن يقرأ هذه المذكّرات صورة عما قد تحتويه من معلومات وآراء ومواقف انتهجها هذا الرجل، الذي أعتزّ بأنّه من ذوي قرباي وأفتخر به لأنّه مثال العصاميّة التي ساعدته على بلوغ أعلى المراكز العسكريّة ولعب أهمّ الأدوار الوطنيّة في أدقّ المراحل التي مرّ بها بلدنا الحبييب. غير أنّي وإذ كنت لن أتطرق بشكل مباشر إلى ما بين دفّتي هذه المذكّرات لنقدها، سأكتفي بالجزء المتعلّق بعائلتي، آل تقي الدين، والتي أشار الأستاذ انطوان سعد في تلخيصه للمذكّرات بأنّها كانت في الأساس مخصّصة لها، لكنّ الصديق أنطوان وبما يملكه من ثقافة واسعة وحسّ تسويقي مميّز، أقنع الأحباء كريم وطارق وعبير بجعلها في متناول الجميع".
أضاف: "قد لا يفوت القارئ إطلاقاً أنّ الشيخ رياض يحمل جينات الأدب في دمه، فهو صاحب 17 مؤلفاً تراوحت مضامينها بين الأدب والشعر والتاريخ والسياسة والعسكر، والسبب الأبرز لذلك هو أنه سليل عائلة ما استطاعت يوماً أن تجني مالاً وفيراً يضعها في مصاف أغنياء طائفة الموحّدين الدروز، وهي من حيث العدد لم يكن بإمكانها التفوّق على العديد من العائلات الأخرى التي تميّزت بوفرة الإنجاب، غير أنّها لمعت في مجالين رئيسيين: الدين والأدب، وأضافت إليهما السياسة مع ترسيخ آل جنبلاط لنفوذهم في جبل لبنان، حيث كانت على الدوام إلى جانب آل جنبلاط رغم عدم انتمائها إلى الشقّ القيسي من العائلات الدرزية".
وتابع: " اتخذ رياض في مطلع الحرب الأهلية السيئة الذكر قراراً يقول إنه من أهم القرارات التي اتخذها في حياته، وهو ترك مركزه في الشعبة الثانية في وزارة الدفاع للتوجه إلى عاليه والالتحاق بالزعيم الراحل كمال جنبلاط والذي يصادف يوم غد الذكرى الثامنة والأربعين لاغتياله، حيث أنّه رغم عدم معرفته السابقة به، كان محسوباً عليه على اعتباره من آل تقي الدين وهي الحال التي لا تزال رائجة لغاية اليوم، أنت درزي فإما جنبلاطي أو أرسلاني، ومع كما ذكرت سابقاً، وجود بهيج إلى جانب كمال جنبلاط من اليوم الأول الذي قرر فيه خوض الانتخابات النيابيّة، جعلت من اسم تقي الدين محسوباً على كمال ولاحقاً وليد جنبلاط".
وختم: " أطال الله بعمرك يا رياض، وفي مذكّراتك التي لن أتعب من أعادة قراءتها مراراً ومراراً معلومات تفيدني بالتأكيد في مهنتي الصحافيّة، وتغذّي ذاكرتي لأنّي منذ تعرّفت إليك نقيباً في الجيش اللبناني حزت على محبّتي واحترامي، وأرجو أن أكون قد أوفيتك حقّك في كلمتي المتواضعة".
تكريم مغيزل
وقالت الدكتورة هند الرموز في تكريم ندى مغيزل: "في زمنٍ ينقضّ فيه الفاسد على الإنسان والطبيعة والبيئة ليُقطّع ويدمّر ويفجّر ويؤذي ويخون من أجلِ مال حرام أو مجدٍ باطل، في هذا الزمن الأسود نتوق إلى كتّاب وشعراء ومفكّرين تُغني أعمالُهم الذاتَ والإحساس وتلهبُ الذاكرة. فما أعوزنا اليوم إلى هؤلاء، إلى فكر علميّ إيجابيّ منطقيّ، إلى من عاش فيه الحقُّ فكتبه آيات على ورق، كالمربّية والأديبة والباحثة والمناضلة الدكتورة ندى مغيزل نصر. جعلتِ الكلمةَ صرخةً ونداءً ووهبت روحها للعلم وبنت بالمعرفة أجيالاً وأجيال. ندى مغيزل، ليست مجرّد اسمٍ في ذاكرةٍ أو في كتاب، بل نهرًا من العطاء وتاريخًا من النضال الفكري. فاستحقّت التكريم".
شاوول
من جهتها، قالت الدكتورة شاوول: "الدكتورة ندى مغيزل، إبنة جوزف ولور مغيزل، هذا الثنائي الأسطوري الراسخ في ضمير الوطن، المناضل المثابر من اجل الحقّ والحرّية في أرض الشرق، الهاوية حتى الهاوية للطغيان والظلم والظلمة، هذا الثنائي الذي اعتلى مراراً منبر الحركة الثقافيّة - انطلياس دفاعاً عن القضايا الوطنيّة والديمقراطيّة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان بصفته ولد إنساناً، وقد خصّصت ندى للثنائي كتاباً جميلاً باللغة الفرنسية عنوانه JOSEPH ET LAURE معتبرة أنّ عبارة JOSEPH ET LAURE اصبحت اسماً مركّباً واحداً un nom compose".
أضافت: " إنّها ابنة بيت عرف أسس حياة القرى في جنوب لبنان الحبيب وتربّى على المناقبيّة في خدمة الدولة في مجالات السلك الأمني والطبّ والمحاماة وفي خدمة الناس وحبّ الوطن، كما في بيت قدَر قيمة إرث الاهل كما وأهمّية التطلّع الى الحداثة والمستقبل. يمكنك القول إنّ ندى في النهاية سارت على خطى والديها، الذين أحبّتهم حبّاً كان أساسيّاً في حياتها، بل كان أساس حياتها".
وتابعت: "ويمكنك اعتبار هذا الحب من صنف ما يسمى بحب الأبناء باللغة الفرنسية L' amour filial، وهو حبّ طبيعي، لا بل حبّ غرائزي يشعر به كل كائن انساني تجاه من أعطياه الحياة وقاما بتربيته جاعلان منه إنساناً بالغاً وراشداً، وهذا الحبّ يسيطر عليه شعور الأولاد بالإمتنان والإحترام تجاه الأهل. ويتحَول هذا الحبّ الى شيء من الحنان والشعور بالمسؤوليّة عند تقدّم الأهل بالسن، فيصبح الولد والد والديه فيهتم بشؤونهم ويؤمّن لهم شيخوخة كريمة في أوطان لا تهتمّ بشيخوخة شيوخها ولا بشباب شبابها."
وقالت: "إذا كان لي أن أعطي صورة معبرة عن ندى، صورة شاملة قدر الإمكان دون ادّعاء الشموليّة نظراً لغناء شخصيّتها ومسيرتها، فلا أرى امامي سوى صورة سمفونيّة الموسيقى التي تعزف على بيانو الحياة، هذا البيانو الذي يتميّز بمفاتيح باللونين الأسود والأبيض (وهما اللونان المفضّلان لدى ندى مغيزل)، فتعزف الحياة تارة على المفاتيح البيضاء عزفاً ناعماً سلساَ فرحاَ، هو نغم جمالياّت الحياة :الأطفال، الأهل، الحبّ، الشعر، العطور، الطفولة، وهذه النغمات تعبّر عن سعادات عديدة كون مفرد السعادة بحسب أحدى مقالات ندی يجب أنّ یقال في صيغة الجمع، إذ ليس من سعادة في المطلق بل ثمّة سعادات عديدة، مختلفة الانواع والاحجام والمصادر".
مغيزل
وقالت المكرّمة الدكتورة ندى مغيزل: "هذا الحفل الذي تخصّصونه لي، يشرّفني. ولكنّه يقلقني أيضاً. أنا لا أستحقُّ كلَّ هذا التكريمَ. إذا كنتُ هنا الليلة، فليس لأتحدّثَ عنّي، بلْ لأتحدّثَ عن ظاهرة، اسمُها الحركة الثقافيّةُ انطلياس. لأتحدّثَ عنكم. أنتم، أعضاءَ الحركة، تُجسّدونَ كلمةً عزيزةً على قلبي. كلمةً نشأتُ عليها، تُرشِدُ خياراتي وحياتي، كلمةً بوصلة، أهمَّ إرثٍ تركَهُ لي جوزف ولور. هذه الكلمةُ هي: الوفاء. وفاءٌ يتجاوزُ الالتزام تجاه شخصٍ أو مؤسّسة، وفاءٌ للذاتِ وللقِيَمِ".
أضافت: "في عالمٍ يزدادُ تعقيدًا وعدمَ يقين، في بلدٍ غيرِ مُستقرٍّ، يُواجهُ أزَماتٍ مُتنوِّعةً ومن دونِ انقطاعٍ، في حياةٍ تحمِلُ، مثلَ كلِّ الحيواتِ، جروحًا يجبُ التعايشُ معَها، هذه الكلمةُ تحملني.أنتم، أعضاءَ حركةِ أنطلياس الثقافيةِ عبرتُمُ الزمنَ، مخلصينَ لرسالتِكم، لرؤيتِكم للحياةِ وللعالمِ، لقيمِكم، مخلصينَ لأنفسِكم. أنتم، أعضاءَ الحركةِ الثقافيةِ، تُجسّدونَ هذا الخيارَ البديهيَّ والصعبَ في آنٍ، الذي يُعبّرُ عنِ اتّساقِ الحياةِ".
وتابعت: "أكثر من إدراجي في هذه القائمةِ المرموقة من الأشخاصِ الذين تكرّمون، والتي لا أستحقّ أن أكونَ فيها، أودّ أن أشكركم على ما أنتم عليه. على هذا التجسيد الذي لا يتزعزع مهما كانتِ الظروفُ. أنتم، أعمدةُ عائلةِ حقوقِ الإنسانِ، أعمدة هذه العائلةُ الكبيرةُ، الجميلة، "عائلةُ الطيبين"، كما كانت تقولُ لور. بالحديثِ عن لور، كيف لا أذكرُ أنّهُ بعدَ رحيلِ جوزف، أغلى جزءٍ منها، هي التي كانت ترفضُ أيَّ تكريمٍ، أتت إلى الحركةِ الثقافيةِ في أنطلياس، عائلتِها الروحيةِ. وتكريمُكم كانَ أجملَ وسامٍ لها".
=============ر.إ