غسان جواد محاضرا في لبايا بذكرى إعدام سعادة: حالة التوازن مع العدو ينبغي ترجمتها بمكافحة الفساد

وطنية - أحيت مديرية لبايا التابعة لمنفذية البقاع الغربي "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، ذكرى إعدام مؤسس الحزب أنطون سعادة، بندوة بعنوان "موازين القوى الدولية والإقليمية وانعكاساتها على لبنان"، حاضر فيها الإعلامي والمحلل السياسي الزميل غسان جواد، وحضرها عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد نصرالله، منفذ عام البقاع الغربي في "القومي" نضال منعم وهيئة المنفذية ومنفذ عام راشيا خالد ريدان وعضو المجلس الأعلى أحمد سيف الدين، وممثلون عن عدد من الأحزاب وفاعليات وحشد من الحزبيين والمواطنين.

بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب وتقديم من علا عبدالقادر، ألقى جواد محاضرته التي استهلها بالقول إن سعادة لم يتحدث عن قومية عرقية أو قومية الدم أو الهوية بل "تحدث عن قومية إجتماعية وهي قومية تأسست في بلادنا عبر تجارب، وأسماها "السلالات التاريخية" بمعنى أن تجارب بلادنا وشعوبنا في هذه المنطقة من خلال العمران والاجتماع الإنساني، أسسوا لشخصية وهوية لهذه البلد، أعاد إنتاجها الزعيم أنطوان سعادة بفكرة الحزب السوري القومي الإجتماعي والفكرة السورية القومية الإجتماعية".

ووصف سعادة بأنه كان "رؤيويا ومتبصرا" و"يعرف هذه البلاد ومكامن قوتها ومصالحها وأين تكمن مصالحها". ولفت إلى قوله "إن المشروع الصهيوني هو مشروع نظامي لا يمكن مواجهته إلا بمشروع نظامي مضاد"، مستذكرا "قول سعادة ليلة اعدامه: "هذه الليلة سييعدمونني لكن أبناء عقيدتي سينتصرون".


وقال: "إن من تآمر على أنطوان هو نفسه من كان يبشر بالكيان الصهيوني، ومع الاسف أن هذه البلاد، البطل يصبح فيها خائنا، والمنظومة التي قتلت أنطوان هي نفسها، التي ساعدت الكيان الصهيوني على الوجود والبقاء، فالمنظومة العربية أو العروبية، التي كانت تزعم تمثيل مصالح هذه المنطقة وشعوبها هي نفسها من قتلت أنطوان سعادة، ولا يمكن أن نبعد إسرائيل والمشروع الصهيوني عن قرار اغتيال الزعيم، لأن مواجهة النظام الطائفي في لبنان، هي بالضرورة مواجهة النظام العنصري في فلسطين المحتلة".

أضاف: "جاء أنطوان سعادة وحولنا إلى مواطنين، مسقطا الهويات الضيقة من الدولة والحكم واعتبرها غنى ثقافيا وتعددا متنوعا، بنى عليها كل فكرة السورية القومية الاجتماعية والنهضة السورية القومة الاجتماعية، إن حلم أنطوان سعادة بدأ يتحقق شيئا فشيئا، لأن المشروع النظامي الذي تحدث عنه لمواجهة المشروع الصهيوني اليوم، تحقق في التحالف مع الجمهورية الإسلامية في ايران والجمهورية العربية السورية بقيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد ومع المقاومة اللبنانية ـ حزب الله وأفواج المقاومة اللبنانية ـ أمل والمقاومة الفلسطينية".

وتابع: "تدريجيا راكم هذا المشروع المقاوم أسباب القوة، وصولا إلى العام 2000، فتحرر الجنوب والبقاع الغربي، وكانت أول حرب تحرر وطنا وأرضا عربية، قام بها اللبنانيون وأخرجوا المحتل الصهيوني بقوة السلاح، وجاءت حرب تموز 2006 لكي تختبر قوة المقاومة ومناعة الشعب وصموده، فأثبتت المقاومة بمختلف تشكيلاتها لمشروع المقاومة الرؤيوي، فاستطعنا تثبيت أن المقاومة لم تعد ردة فعل، بل هي مشروع بمؤازرة مشروع، وحركة بمؤازرة حركة، ورؤية بمؤازرة رؤية، لذلك استطاعت المقاومة ومحورها أن يحققوا إنجازات ويفرض محور المقاومة نفسه كلاعب أساسي، إلى أن وعد سيد المقاومة السيد حسن نصرالله بالصلاة في القدس، وكما قال الراحل ياسر عرفات: يرونه بعيدا ونراه قريبا".

وأردف: "أمام هذا الواقع، بدأ التفكير في الدوائر الأميركية والصهيونية والرجعية العربية، في كيفية تحقيق الأجندات الإسرائيلية، من دون إرسال جنود (الإسرائيلي والأميركي)، فكانت فكرة حرب العصابات، التي جرى إطلاقها في سوريا والعراق، بعدما استفادوا منها في أفغانستان ضد الروس، كل ذلك سياسي بغطاء ديني واستثماراته في مشاعر الناس، لكن هذه المرة جرى استثمارها لضرب مشروع المقاومة ومحورها، بأدوات من المنطقة، لذلك كل الذين نواجههم في سوريا اليوم، هم جنود في جيش العدو الصهيوني، لكن تحت مسمى القاعدة وداعش والنصرة وغيرهم من المسميات".

ولفت إلى أن "هذا النموذج من حرب العصابات والإرهاب جرى التصدي له وإجهاضه، لنصبح أمام نموذج جديد من الحروب اليوم، وهي الحرب الاقتصادية، فكنا أمام ثلاثة حروب: الحرب الكلاسيكية التي فشلت وأجهضت، وسحبت الورقة من أيدي الأميركيين والإسرائيليين، وحرب العصابات التي فشلت أيضا منذ استعادتنا لمدينة حلب، وحرب العقوبات الاقتصادية التي نحن فيها اليوم".

ورأى أن العقوبات الأميركية على إيران وسوريا وحزب الله في لبنان وعلى حركات المقاومة، أمام تحد ومواجهة، فالإيرانيين عملوا إجراءات وقائية واكتفاء ذاتيا، وفي سوريا يوجد دولة قادرة على حماية نفسها أيضا من العقوبات الأميركية، أما في لبنان إذ لا نريد تحميل الدولة أكثر من طاقتها، فالمقاومة وحلفاؤها هم جزء وشريك في هذه الدولة، لكن المطلوب من الدولة أن تبذل جهودا في حماية أبنائها، في وقت أن حزب الله لا يملك حسابات مالية في البنوك، وليس له تعاملات مصرفية، لكن معاقبة أصدقاء حزب الله هو شكل من أشكال الاعتداء على لبنان واللبنانيين والاستقرار".

وإذ اعتبر أن "محور المقاومة حقق موازين قوى على مستوى المنطقة وقوة ردع لها، واليوم عندما يقرر حزب الله وضع يده في معركته في بناء الدولة ومكافحة الفساد، بدأ الضغط عليه لمنعه من هذه المهمة"، رأى أن "ما ينقصنا اليوم بالتعاون مع كل القوى الشريفة بدءا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي والأحزاب الوطنية والقومية، هو تحدي بناء الدولة الوطنية المدنية القادرة والقوية ومكافحة الفساد"،

وختم "حالة التوازن مع العدو، ينبغي ترجمتها في الداخل اللبناني من خلال مكافحة الفساد وخلق فرص عمل وتعزيز مناطق الأرياف وبنى تحتية وشبكة طرقات وكهرباء وسكك حديد، لخلق فرص عمل وتحريك عجلة الاقتصاد والاستمرار في نهج البناء ونهج الزعيم أنطون سعادة وكل القوى الشريفة، التي تأملت خيرا بهذه البلاد، وستتحقق أفكارها في لبنان والمنطقة".



=======مفيد سرحال

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب