الخطيب: نرفض سياسة العقوبات ونطالب الدولة برفض التدخلات الاجنبية في شؤوننا

وطنية - ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة في مسجد لبايا - البقاع الغربي، واستهلها بالحديث عن "معاناة اللبنانيين الذين باتوا في اغلبيتهم في دائرة الفقر بفعل الازمة المعيشية الصعبة والاوضاع الاقتصادية المتردية التي نحمل مسؤوليتها الى سياسات العهود السابقة الحافلة بالفساد والهدر واغراق البلد في الديون وفوائد خدمتها".

وقال: "ما يزيد اليوم من معاناة اللبنانيين سياسة الحصار والعقوبات الاقتصادية لبيئة المقاومة ورموزها التي جعلت من هذا الحصار عقوبات تطال كل اللبنانيين المجمعين على خيار مقاومة الاحتلال الاسرائيلي والتصدي لعدوانه ورفض الاملاءات والضغوط الاميركية ضد اللبنانين. ولبنان المتضامن المتمسك بالمعادلة الذهبية التي حمت ارضه وشعبه سيبقى صخرة صلبة تتحطم على جوانبها مؤامرات وتهديدات العدو، والتمسك بهذه العادلة شكل وما يزال افضل رد على تهديدات اسرائيل. ونحن اذ نطالب اللبنانيين بأن يظهروا اسمى آيات التضامن والتكافل من خلال التعاون في ما بينهم وتعميم ثقافة الاخوة التي تستدعي ان يساعد الاغنياء الفقراء ويكون اللبنانيون اخوة متحابين عاملين بصدق وتفان للخروج من الازمات المستفحلة".

وأضاف الخطيب: "إذ نجدد رفضنا واستنكارنا لسياسة العقوبات الجائرة بحق اللبنانيين، فإننا نطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها في رفض التدخلات الاجنبية في شؤوننا الداخلية وتركيز اهتماماتها لخدمة مواطنيها وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية من خلال التخفيف عن كواهل المواطنين، وهنا نلاحظ حركة النزوح الطلابي من المؤسسات التربوية الخاصة الى المؤسسات الرسمية التي تستدعي اهتماما ودعما من الدولة اللبنانية ولاسيما ان طلاب الثانويات الرسمية حققوا نجاحات باهرة في الامتحانات الرسمية لهذا العام. وفي حين تدعم الدولة بعض المؤسسات التعليمية الخاصة، فإننا نرى ان هناك مدارس وثانويات تعمد الى تغيير مناهجها كل عام مما يحمل ذوي الطلاب اعباء مالية يعجزون معها عن دفع الاثمان المرتفعة لهذه الكتب".

وإذ طالب الحكومة اللبنانية "برفع التقديمات الصحية والرعائية"، قال: "على وزارة الصحة ان تدعم المستشفيات الحكومية لتكون مؤهلة لاستيعاب المرضى وتوفير الرعاية الطبية لهم، وبدل ان تدعم وزارة الصحة المستشفيات الخاصة التي تخضع المرضى الى سقوف مالية محددة تنتهي مع مطلع كل شهر، فإننا نطالبها بتفعيل المستشفيات الحكومية وتوفير الاجهزة المطلوبة لها لتوفر العلاج المجاني لكل مواطن لأننا نريد ان نخرج المريض الفقير من استجداء المسؤولين للحصول على الاستشفاء. وهنا نسأل الدولة اللبنانية عن مصير البطاقة الصحية التي تمنح كل مواطن الحق بالعلاج المجاني".

ورأى الخطيب ان "الدولة اللبنانية مقصرة في دعمها القطاع الزراعي الذي يحد من الهجرة الريفية ولا سيما ان لبنان بلد غني بثرواته المائية وارضه الخصبة مما يستدعي ان تدعم الدولة المزارع اللبناني بتوفير المبيدات الزراعية والشتول والارشادات المجانية وتقدم له التسهيلات لتصريف المنتوجات وفتح اسواق خارجية جديدة لتصديرها".

وطالب الحكومة اللبنانية "بالتعاون والتنسيق مع الحكومة السورية لحل ازمة النازحين السوريين بما يوفر لهم العودة السريعة، ولاسيما ان هذا النزوح يلقي بتبعات ثقيلة تزيد من حدة وخطورة الوضع المعيشي ويشكل عامل ضغط على الداخل اللبناني". وقال: "على الحكومة اللبنانية ان تفعل اتفاقيات التعاون المشترك مع الحكومة السورية لتشجيع الاستثمار في البلدين ومساهمة لبنان في اعادة اعمار سوريا فضلا عن تسهيل تصريف الصادرات اللبنانية بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين".

وقال: "لبنان ومحور المقاومة مستهدف بحصار استعماري جائر يفرض عقوبات اقتصادية على دولنا وشعوبنا بغية اخضاعنا واضعاف بيئة المقاومة بتجويعها وتهديدها في لقمة عيشها حتى تتخلى عن المقاومة وتذعن لارادة المستعمر الجديد الذي يريد اخضاعنا لمشروعه. ونحن اذ ننوه بحكمة وشجاعة قيادة هذا المحور التي اثبتت انها متمسكة بحقوق الشعوب العربية والاسلامية وملتزمة بالدفاع عن قضايا الامة ونصرة القضية الفلسطينية التي كانت وما تزال قضية العرب والمسلمين الاولى، فإننا ندين ونشجب بشدة العدوان الاميركي على الجمهورية الاسلامية الايرانية التي اثبتت انها قوية وتتصدى بصلابة للحصار والعقوبات الجائرة التي نعتبرها حربا مفتوحة سيكون النصر فيها حليفا للجمهورية الاسلامية الايرانية".

وطالب الخطيب قيادة المملكة العربية السعودية بالتعاون والتحاور مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والوقوف بوجه المستعمر الجديد الذي يتحالف مع الكيان الصهيوني لضرب كل الشعوب العربية والاسلامية"، وقال: "نحن نريد ان يجلس الطرفان على طاولة الحوار لانتاج تفاهمات وصيغ حل للازمات، بدل استدعاء القوى الاجنبية الى المنطقة لتزيد من حدة التوتر فيها وتضرب مصالحها فضلا عن نشوء تحالفات جديدة تكون اسرائيل جزءا منها، ما ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية ويدعم الغطرسة الاسرائيلية في الامعان في قتل وتهجير الفلسطينين واقامة المستوطنات وتهويد المقدسات، لذلك فإننا نعتبر ان الحوار الايراني السعودي حاجة ضرورية لاستعادة التضامن الاسلامي في مواجهة اعداء الامة وشعوبها".


================إ.غ.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب