وطنية - نظم "الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيا" وقفة رمزية لمناسبة "اليوم العالمي للاعاقة" و"اليوم الوطني للدمج في الثالث من كانون الأول"، لإطلاق صرخة غضب في وجه كل من شارك في الظلم والفساد والتهميش في حق المعوقين في لبنان، وذلك تحت جسر البسطة التحتا في بيروت، حيث أحرق توفيق خوام الشخص المعوق المسن نفسه قبل خمس سنوات لحرمانه أبسط حقوقه الإنسانية بالعيش الكريم.

وشارك في الوقفة ممثلين عن اهالي شهداء مرفأ بيروت وضحاياه وعن جمعيات حقوقية ومطلبية، تضمنت شهادات حية من أشخاص أصيبوا بإعاقات جراء الانفجار.

اللقيس
بعد النشيد الوطني القت رئيسة الاتحاد سيلفانا اللقيس كلمة، فقالت: "يطل علينا الثالث من كانون الأول هذا العام وأوضاع الأشخاص المعوقين في لبنان من سيء إلى أسوأ، والأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الأوضاع معروفة لكل شخص معوق في لبنان. إنها سياسات الزعماء والحكومات المتعاقبة الفاسدة على مدى ثلاثة عقود. أوضاعنا الحالية نتيجة الفساد والعزل والتهميش والإقصاء الذي طال فئة الأشخاص المعوقين وجميع الفئات المهمشة. بعد 20 عاما من التهميش بعد صدور القانون 220/2000 الخاص بحقوق الأشخاص المعوقين في لبنان، وبعد 14 عاما على صدور الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعوقين من دون تصديق البرلمان اللبناني عليه.. فهل تنفع جردة سنوية لكيفية تعامل الزعماء الفاسدين وحكوماتهم مع فئة من المواطنين تزيد نسبتها عن عشرة بالمئة وفق أقل التقديرات؟. اليوم للغضب وإطلاق صرخة في وجه المجرمين الذين يحكموننا".

اضافت: "نطلق صرختنا من هذا المكان الذي له رمزية خاصة، حيث دفعت السياسيات الفاسدة شخصا معوقا مسنا إلى إحراق نفسه، كونه عاش محروما من أبسط الحقوق الإنسانية. هي صرخة توفيق خوام، وكلنا مرشح أن يلقى مصير توفيق، لكننا لا نريد توفيق آخر. ومن هذا المكان برفقة جرحى انفجار مرفأ بيروت الذين استجدت لديهم إعاقات وانضموا إلى قافلة المهمشين في هذا الوطن، نتيجة جريمة الانفجار الموصوفة التي ارتكبها سياسيو هذا البلد، وهم اليوم لا يزالون على كراسيهم وكأن شيئا لم يحدث، من هنا نطلق صرختنا. ننتفض اليوم لأن العدالة والسلم ألأهلي والمساواة خيارنا بعدما فاض الكيل بنا، بعدما مورس علينا كل أشكال التمييز والعزل والاضطهاد على مدى ثلاثة عقود على يد السلطة السياسية الحاكمة".

وتابعت: "ننتفض من أجل سياسة وطنية تترجم باستراتيجية وخطة عمل، مع رصد الميزانية المطلوبة لتطبيق القوانين ذات العلاقة بحقوق الأشخاص المعوقين. ننتفض لنطالب بحماية اجتماعية تضمن لنا سلة الحقوق البديهية، تضمن لنا العيش الكريم مع عائلاتنا وداخل مجتمعنا في ظل الانهيار الاقتصادي وأزمة وباء كوفيد 19. ننتفض لنطالب بإدراج المعايير الدامجة للأشخاص المعوقين في عملية إعادة إعمار ما تهدم من أبنية مدينة بيروت ونؤكد ضرورة شمل قضايا الأشخاص المعوقين في الخطة الإصلاحية. ننتفض اليوم للمطالبة بالمساواة بين الاشخاص المعوقين جراء انفجار المرفأ وبين الجيش من دون اي تمييز. ننتفض اليوم لأننا متمسكون بحقوقنا الإنسانية وبوطننا وبمواطنيتنا. وكوننا من النسيج الاجتماعي نطالب بالمصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعوقين فورا، من دون تسويف ووعود كاذبة جديدة".

واكدت أن "صرخة الأشخاص المعوقين في يومهم السنوي مشبعة بروح 17 تشرين، بروح المنتفضين الذين اكتشفوا زيفكم ودجلكم أيها الفاسدون، وهذه الروح لن تنطفئ، ونحن لن نتوقف حتى نصل إلى حقوقنا المشروعة. الثالث من كانون الأول ليس وقفة فلكلورية، ولا لاستعطاف أحد تجاه الأشخاص المعوقين وحقوقنا ليست منة من أحد، ستكبر صرختنا هذه لتعم كل لبنان وننتزع حقوقنا منكم أيها الفاسدون، ولسنا وحدنا في هذا الميدان بل جميع المنتفضين التشرينيين على جانبنا، لنعيش في وطن يحترم جميع أبنائه وبناته".

ثم القيت كلمات لأشخاص أصيبوا في الانفجار، وهم، عبد الرحمن بشناتي ولديه بتر في الرجل اليسرى، محمد علي ترشيشي الذي استجد لديه شلل في الرجل اليمنى وحبيب عبد المسيح الذي أصابه تمزق في أوتار رجليه ما أدى إلى إعاقة حركية بالإضافة إلى إعاقته البصرية الجزئية، اكدوا فيها "ضرورة إقرار الحقوق المشروعة للأشخاص المعوقين عموما، وضرورة إلحاق جرحى الانفجار الذين استجدت لديهم إعاقات بجرحى الجيش اللبناني، على غرار مشروع القانون الذي أقر في مجلس النواب ويساوي بين شهداء الجيش وشهداء الانفجار بالتعويضات".

واشار الاتحاد الى أن "هؤلاء الأشخاص بالإضافة على 50 حالة أخرى يتابعها برنامج الطوارئ في الاتحاد، استجدت لديهم إعاقات دائمة. وأن هناك نحو 250 شخصا معوقا تضرر بالانفجار جسديا، أو تضرر مصدر رزقه ويتابعهم الاتحاد عبر برامجه".

وفي ختام النشاط وضع إكليل من الزهور حيث أحرق توفيق خوام نفسه وأضيئت الشموع عن ارواح الذين استشهدوا في الانفجار.


=========م.ع.ش.