وطنية - طرابلس - اقيمت ندوة رياضية عن "النشاط البدني والرياضي لكبار السن"، في قاعة مؤتمرات الرابطة الثقافية - طرابلس وجمعية "الوفاق الثقافية"، حاضر فيها الباحث والكاتب الاختصاصي في التربية البدنية والرياضية خالد التوم، وقدمت لها مديرة "نادي الوفق الرياضي" الدكتورة رفيف دندشي، في حضور رئيس الرابطة الصحافي رامز الفري، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، الرئيس السابق للبلدية المهندس احمد قمر الدين والكابتن وليد قمر الدين وحشد من الشخصيات الرياضية والاجتماعية.

التوم

بعد النشيد الوطني، رحبت دندشي بالحضور وقدمت الباحث التوم الذي تناول في محاضرته محاور عدة، فكان المحور الاول عن "أهمية الرياضة والثقافة البدنية والرياضية"، وإذ سأل: "ماذا قدمت لي الرياضة وماذا قدمت لها؟"، قال: "الرياضة هذبتني أبعد حدود التهذيب وجعلت مني إنسانا أعي واجباتي ومسؤولياتي كاملة وهي الوسائل والأسس التي استطعت من خلالها قيادة نفسي. ومن لم يستطع قيادة نفسه لا يستطيع قيادة الآخرين. فالرياضة علم فن وجمال وصحة وهي ليست وسيلة للعب أو للتسلية أو الرفاهية ولا للحصول على قوام مثالي، إنها ثورة داخلية وتمرد على الكسل والجمود والخمول. فأنت عندما تدرب جسدك تدرب عقلك. الرياضة في عصرنا الحاضر أصبحت واجهة البلاد الحضارية وهي سياحة وصناعة وتجارة واقتصاد وثقافة وصحة، وأي بلد لا يضع في أولوياته خطة نهوض إنمائية رياضية هو بلد متخلف".

وعن المحور الثاني، تناول التوم "تاريخ الرياضة في طرابلس منذ العام 1929"، فقال: "أفضل الأخلاق ما اقترن منها بعمل مفيد. نستذكر في هذه المناسبة الجليلة كوكبة من رواد مؤسسي الحركة الرياضية في طرابلس منذ العام 1929 نستذكرهم فوارس مندفعين تخطوا كل الحواجز وأزالوا كل المعوقات لكي يتقدموا الصفوف وليعملوا لمصلحة أبناء مدينتهم طرابلس، حيث كانت العقلية الرياضية غائبة كليا في ذلك الزمن، مما استدعى يقظة سريعة باتجاه المبادرات الفردية لأنهم أدركوا أهمية الرياضة وحاجات المجتمع المدني وحمايته من عوامل الخطر والانحراف والفساد، ولأنها تحمل الخير لكل الناس والمجتمع وتضع حدا لانحراف أجيال المستقبل بتيارات الإفراط والتفريط وشبح الموبقات وعرضة للأمراض الاجتماعية والنفسية الفتاكة من إدمان وشذوذ وإنهيار أخلاقي. فاستلهموا في ساعة مصير إرادة وعزم وتصميم لينشروا الثقافة الرياضية في أحلك ساعات الزمن"، لافتا الى ان "قائد هذه المسيرة والمؤسس الاول هو السيد سهيل بغداد الذي جمع حوله كوكبة من كبار رجال الأعمال والمثقفين والعائلات بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، وحصل على ترخيص جمعية نادي الرياضة والأدب عام 1929 بممارسة لعبة كرة القدم، ومن خلال النادي بدأ الإعداد بتدريب اللاعبين وتشكيل فريق منتخب طرابلس لكرة القدم. وفي العام 1930 أقيمت أول مباراة في كرة القدم بين فريق منتخب طرابلس وفريق منتخب البردة الدمشقي على ملعب البحصاص برعاية وحضور الجنرال الفرنسي غورو والنتيجة كانت التعال صفر- صفر".

وعن المحور الثالث المتعلق بالنشاط البدني والرياضي لكبار السن، قال التوم: "كل مرحلة عمرية يمر بها الإنسان لها مذاقها الخاص. الطفولة والصبا، رونق وعنفوان الشباب، كبر السن والشيخوخة والكهولة، عمر الإنسان كله أعز ما يملك من طفولته إلى كهولته حتى يلقى وجه ربه الكريم".

اضاف: "المسنون الى ازدياد مستمر لأسباب عدة، أهمها تحسين الخدمات وتطور نظم الرعاية لهم، ولا شك في أن الازدياد ومن هم فوق الستين سوف يصاحبه زيادة في المشكلات التي تواجههم، وكذلك المشكلات التي سوف تقع على كاهل المجتمع نحو المسنين"، واكد انه "بممارسة كبار السن للنشاط البدني والرياضي فوائد عظيمة، منها الوقاية من الأمراض وتحقيق الذات وزيادة الثقة بالنفس في مواجهة العزلة الاجتماعية".

وأوضح أن "مفهوم التقدم في العمر أو المتقدمون في العمر قد يختلف من شخص إلى آخر، ووجود فروقات كبيرة بين الناس في سرعة التقدم في العمر ومستوى لياقتهم البدنية والعقلية والصحية والوظيفية. المهم أن تبقى نشطا في تقدمك في العمر، إذا كنت ترغب بالبقاء في صحة جيدة والحفاظ على هويتك وجودة يقظتك ودقة تركيزك وتوازنك واكتساب المشاعر السارة والصفاء الذهني والمرح والمتعة وتجنب أعراض الاكتئاب وحالات العزلة، وكلما ازدادت حركتك ونشاطك كلما زادت الفوائد الصحية وحميت نفسك من مخاطر الصرع والختيرة وفقدان الذاكرة والاعتلالات الأخرى مثل أمراض الزهايمر والباركنسون".

وبعد المحاضرة كانت عروضا تطبيقية وحركات بدنية خاصة بكبار السن ونصائح وإرشادات عملية شارك فيها عدد من الحضور والمشاركين.

======م.ع.ش.