تحقيق : حلا ماضي
وطنية - لا ينغص دموع الفرح بالعودة الى الديار إلا فقدان الأحبة من الأهل والأصدقاء، وغيابهم عن المشاركة بنشوة وفرحة العودة الى قرى ومدن الوطن.
لم ينم النازحون المنتشرون في مختلف الأراضي اللبنانية طيلة الليلة الماضية، بانتظار الساعة الرابعة من فجر يوم الأربعاء، التوقيت الذي حدد لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
ما ان أشارت عقارب الساعة الى الرابعة، حتى بدأت قوافل ومواكب السيارات التي تقل المواطنين النازحين، بالتحرك كل الى قريته..
الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت واحدة من أكثر المناطق التي كان العدو الإسرائيلي يستهدفها بعنف بشكل يومي، صبحا وظهرا ومساء، حيث كانت المباني والمنازل تتهاوى امام أعين اصحابها...
لحظات من الصدمة والألم وعدم التصديق سيشعر بها زائر الضاحية لدى مشاهدته فداحة الدمار والخراب الذي حل بتلك المنطقة المكتظة، بسبب اطنان المتفجرات التي كانت ترمى يوميا عليها.
هول المشاهد والخراب في الضاحية يتلاشى أمام مشاهدة بدء توافد الاهالي ولهفتهم للعودة..
منذ ساعات الفجر، بدأ المواطنون بالتوجه الى منازلهم، منهم لتفقد ما بقي منها، ومنهم لإزالة الركام من امام المنازل والمحال، ومنهم من أتى ليشارك اهالي الضاحية فرحتهم..
مع تقدم ساعات النهار، بدأت شوارع الضاحية تشهد اكتظاظا بمواكب السيارات التي تنقل المواطنين الى بيوتهم، زغاريد من هنا وأدعية من هناك للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل صد العدوان الإسرائيلي على لبنان يسمع بين الابنية المدمرة، لافتات على ما تبقى من جدران المنازل تعبر عن الصمود، مواكب سيارة تبث الأناشيد والاغاني الوطنية، كلمات شكر وامتنان يطلقها مواطنون امام وسائل الإعلام لشركائهم في الوطن الذين احتضنوهم خلال الفترة الماضية.
مواطنون يقفون أمام منازلهم واملاكهم المدمرة، يتأملونها بحزن ولكنهم سرعان ما يقولون "لا قيمة لتلك المباني أمام تضحيات الشهداء الذين استبسلوا في الدفاع عن الارض".
اليوم، توقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وبدأ النازحون بالعودة الى قراهم وضيعهم، ويبقى التحدي في استخلاص العبر بضرورة التضامن بين جميع اللبنانيين.
==========