مسلم ممثلا داود في ندوة برنامج اليونسكو لذاكرة العالم: الشعوب المهملة لتراثها تسير نحو إفقار ذاكرتها وخسارة هويتها

وطنية - نظمت اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، ندوة بعنوان "ذاكرة العالم"، بالتعاون مع مكتب اليونسكو الاقليمي، وبرعاية وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود وقد مثله مستشاره الدكتور وليد مسلم، في مكتب اليونسكو الاقليمي في بئر حسن.

وألقت الامينة العامة للجنة الدكتورة تالا الزين كلمة فقالت: "في معرض زيارتنا لتركيا والزميلة العزيزة رمزا جابر في اجتماع الدول اعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة اليونسكو، خصص يوم لزيارة المعالم الاثرية والتاريخية، فهمست لي الزميلة في زيارتنا لباسيليكا سيسترن ان التاريخ قد صنع ما صنع وان الحضارات قد اثمرت نتاجها، اما نحن اليوم فنعيش على عزها ولن نترك شيئا اضافيا لأبنائنا. هذا الكلام على صحته مؤلم ومحفز للعمل على صون ما تركه التاريخ والحضارات من تراث مادي وغير مادي ووثائقي انساني وحمايته من الاندثار ولتفادي فقدان الذاكرة الجماعية للثقافات والحضارات".

واضافت: "لهذه الغاية، أنشأت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1992 برنامج "ذاكرة العالم" بهدف حماية التراث الوثائقي الانساني وصونه من الاندثار. هناك عوامل عدة مشتركة تهدد هذه الذاكرة سواء الناتجة من فعل الانسان، مثل الحروب وعدم الاستقرار الامني، والنهب والتجارة غير المشروعة وغيرها، او تلك التي تكون نتيجة لبعض العوامل الطبيعية كالحرارة والرطوبة التي يتعرض لها هذا التراث مع مرور الزمن".

وذكرت "ان برنامج "سجل ذاكرة العالم" نجح في ان يصون الكثير من انواع التراث الوثائقي، بحيث بلغ عدد الاعمال المدرجة في السجل حتى الان 527 تسجيلة متنوعة تبدأ بالالواح الطينية والمخطوطات والمكتبات والمتاحف والارشيفات الوطنية والاقراص السمعية والبصرية والافلام السينمائية والصور الفوتوغرافية وغيرها".

وتابعت: "بما ان اللجنة مؤتمنة على رسالة منظمة اليونسكو وعلى تطبيق برامجها، شكلت لجنة وطنية لـ"ذاكرة العالم" ضمت عددا من المتخصصين في هذا المجال في العام 2003، وشاركت في العمل على تسجيل الابجدية الفينيقية والنصب التذكارية المنقوشة عند مصب نهر الكلب على السجل الدولي، فكان ذلك في العام 2005، مع اعترافها بان نشاط هذه اللجنة خجول بل معدوم حاليا لان الاقتصاد هو محط اهتمام العالم ولحاجتنا الى المتخصصين المؤمنين بقضية الحفاظ على التراث الوثائقي وامكان توظيف الثورة الرقمية والتكنولوجيا لصون هذا التراث وحفظه من الاندثار الذي تكون نتائجه فقدان الهوية".

سوجيتا
وتلتها مديرة برنامج العلوم الاجتماعية والانسانية في مكتب اليونسكو الاقليمي - بيروت سايكو سوجيتا بكلمة قالت فيها: "إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في مكتب اليونسكو في بيروت لحضور هذا المؤتمر حول برنامج اليونسكو ل"ذاكرة العالم" الذي أنشئ عام 1992 لضمان الحفاظ على التراث الوثائقي العالمي وحمايته والوصول إليه دائما".

وأضافت: "منذ ذلك الوقت، يعمل البرنامج على تشجيع بناء القدرات وتعزيز التعاون الدولي، وتحديد أفضل الممارسات وتنفيذ المشاريع وتنمية الموارد والقيام بأنشطة رائدة لوضع المعايير في هذا المجال".

وتابعت: "نجح البرنامج في تعزيز الرؤية والوصول إلى التراث الوثائقي المعترف به على أساس معايير الاختيار المحددة، ليكون ذا أهمية عالمية وقيمة عالمية بارزة.
لقد أتاحت الثورة الرقمية فرصا جديدة ولكن أيضا تحديات كبيرة للوصول إلى المعرفة والخبرات الإنسانية والحفاظ عليها".

وختمت: "يهدف حدثنا اليوم إلى تزويدكم المعارف التي تتم مشاركتها على المستويين العالمي والإقليمي، والتي ستساعدكم على اتخاذ إجراءات على المستوى الوطني.
كالعادة ، يعتمد هذا الحدث على التعاون مع شركائنا الوطنيين.اسمحوا لي أن أشكر وزير الثقافة على رعايته وقد مثله السيد وليد مسلم. أود أيضا أن أشكر NATCOM وممثلها الأمين العام الدكتور طلال زين لتعاونه المستمر لإنجاح هذا الحدث".

مسلم
وألقى الدكتور مسلم كلمة الوزير داود، فقال: " شرفني معالي وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود تمثيله في هذه الندوة المميزة حول برنامج اليونسكو "ذاكرة العالم" لما لهذا الموضوع من اهمية فائقة وخصوصا في ما يتعلق بالتراث الوثائقي الوطني وضرورة الحفاظ عليه وصونه".

وأضاف: "قد يكون التراث مصطلحا يعجز العقل من ان يحيط بثرائه، لكنه يفقه وجوه دلالاته في ذاكرة الشعوب. انه فكر الجماعة وافعالها، نجاحاتها واخفاقاتها، سجل وجودها الحي وصانع هويتها ومشكل بناها المعرفية والثقافية".

وتابع: "يحرص العالم بمؤسساته الدولية والاقليمية على حماية التراث من اسباب التلف واشكال التعدي التي يمارسها الجهلة واصحاب المصالح، اللاهثون وراء المنافع المادية، غير آبهين بالآثار الخطيرة التي تخلفها اعتداءاتهم على التاريخ الحضاري لشعب من الشعوب او جماعة من الجماعات".

ولفت الى ان "التراث هو تجارب الشعوب في الازمنة الغابرة، الحاضرة ابدا في حاضرنا والمشاركة في تصوير مستقبلنا وصوغ مبانيه الحضارية المواكبة للراهن والمستجد".

وأكد ان "الشعوب التي تهمل تراثها تسير نحو إفقار ذاكرتها وخسارة هويتها، وتعرض وجودها لاخطار الانحلال وعوامل الزوال.

وأثنى "باسم وزير الثقافة على كل الجهود التي يقوم بها مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو من اجل الاضاءة على التراث ركيزة محورية للحضارة البشرية وتشريع الابواب امام المزيد من الدراسات الاكاديمية والبحثية.


======= منى سكرية/م.ع.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب