وطنية - تم تقليد البروفسور الكندي اللبناني الأصل سامي عون وسام "الاستحقاق الاستثنائي لنائب الحاكم العام في كيبيك ميشال دوايون"، وهو الوسام الأرفع بين الأوسمة الفخرية التي يمنحها هذا الأخير، تقديرا لإنجازات مميزة ساهمت بشكل كبير في رفاهية مجتمع كيبيك، في احتفال اقيم للمناسبة في مقر البلدية، بدعوة من عمدة دائرة سان لوران آلان دي سوزا ورئيس المعارضة الرسمية في مونتريال عارف سالم وتحت رعاية دوايون.
 
حضرالاحتفال، إلى دي سوزا وسالم، قنصل لبنان العام طوني عيد، قنصل لبنان فاطمة زيادة، الدكتور نزيه خياط، رئيس جهاز الشرطة في مونتريال فادي داغر، رؤساء الطوائف اللبنانية وحشد كبير من الفاعليات الأكاديمية، الاقتصادية والفكرية ومن أبناء الجالية اللبنانية وكنديين.

دوايون 
وتحدث دوايون عن مسيرة البروفسور عون فوصفها  ب"الاستثنائية"، لافتا إلى "ما قدمه من إنجازات جعلته علامة فارقة في التعليم الجامعي على مدى أكثر من نصف قرن"، وقال: "في مطلع الألفية الثالثة، انضم الدكتور عون كأستاذ إلى كلية العلوم السياسية في جامعة شيربروك جنوب مونتريال وإلى عمله في الحقل التربوي. لقد كان المرجع الحقيقي في الأخبار السياسية الدولية والشرق أوسطية، تستضيفه الإذاعات والمنابر الإعلامية وتثمن آراءه وتحليلاته في قضايا الساعة، هذا عدا عن كتبه ودراساته القيمة التي تناول فيها خصوصا الإسلام ومكانته بين التقليد والحداثة".

وتحدث عن "مشاركة عون، منذ عام 2016، في أنشطة لمكافحة العنصرية وفي 'تأسيس أول كرسي لمنظمة اليونيسكو في منع التطرف والراديكالية، كما في عضوية اللجنة الاستشارية للأمن القومي في كندا، إضافة إلى ترؤسه كرسي راوول داندوران لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لجامعة كيبيك في مونتريال.

دي سوزا
من جهته، أشار دي سوزا إلى "الأعداد الكبيرة من المهاجرين التي تقطن في دائرة سان لوران، وهم في غالبيتهم يتحدرون من أصول شرق أوسطية، يتميزون بالانفتاح على الآخر والرغبة في الاندماج والتعايش في المجتمع الكندي، ويتحلون بالتسامح والاحترام، فكل واحد منكم أنتم الحاضرون اليوم هو سفير في اختصاصه ومجاله. أما في ما يتعلق بهذا الحدث، فأنتم جميعا شهود على التجربة الفريدة والمميزة لإبن بلدكم الأم سامي عون، فهذه التجربة ستشكل بلا شك إلهاما ووحيا للعديد من أبناء مجتمعنا".

عيد
وأثنى عيد على "مساهمة سامي عون وغيره من أبناء الجالية اللبنانية في تعريف ثقافة البلد الأم للبلد المضيف"، معتبرا أن "التكريم الذي يناله البروفسور عون 'المخلص لهويته الكندية، يسطر إنجازات هذا الأخير ليس في كندا فحسب، بل في لبنان أيضا، ففخرنا يشمل إنجازاتك الماضية، والحاضرة والمستقبلة''.

وعدد "بعض المزايا التي يتحلى بها كمثل ''المربي والمثقف والإعلامي والجامعي والباحث الذي يحترم رأي الآخر ويتميز بالفكر النير والمصداقية والنزاهة والتواضع"، وقال: ''ستبقى دائما ذلك الرابط بين الثقافات الشرقية والغربية، خصوصا في هذا الوقت الذي نجد فيه العالم في أمس الحاجة إلى موحد وجامع يعمل على التوحيد بين الثقافات".

سالم
وتوقف سالم عند "شعور الانسلاخ الذي يعيشه المهاجر لحظة اتخاذ قرار الهجرة"، لافتا إلى "الانسلاخ عن بيئته وعائلته وعمله وجذوره لينتمي أو يتجذر من جديد في بيئة مختلفة تماما"، وقال: "يكمن التحدي بالنسبة إلى هذا المهاجر في كيفية إحراز اندماج ناجح بالاعتماد على مثابرة من قبله وترحيب حار به من قبل أبناء مجتمعه الجديد، ولعل هذا المهاجر يملك وحده المكونات لوصفة الاندماج والتكامل في مجتمعه الجديد".

وختم: ''سامي عون هو أحد هؤلاء المهاجرين وأصبح قدوة ومثالاً يحتذى".

عون
وتحدث عون فشكر ل"شقيقاته وزوجته وأولاده وقوفهم الدائم بجانبه، كما القيمين على هذا التكريم الذي تزامن مع الذكرى الـ52 لبدء مسيرته المهنية"، مؤكدا ل"أهل كيبيك محبته الكبيرة لهم".

وتحدث عن "مسيرته في كندا التي بدأها غداة وصوله إليها هو الذي كان في عداد النواة الأولى التي أسست القسم العربي في راديو كندا الدولي"، مثمنا "تجربته الإذاعية الأولى فيها"، مثنيا على "علاقة الصداقة التي ربطته، وما زالت بكل أعضاء فريقها الإذاعي".

أضاف: "لا يمكن لأي مجتمع أن يحافظ على نفسه من دون وجود معايير توافقية، فنحن لا يمكننا أن نشكّل تعددية غير سليمة أو تعددية بلا حدود. يجب أن نسعى دائما إلى ما هو أساسي ومرتكز على الإجماع على القيم التي يجب أن تكون قيما مدنية".

وختم: "آمل أن نتوصل في لبنان إلى ما توصل إليه النموذج الكندي، في التخلي عن الطائفية وعدم تسييس الدين وإعطاء الأولوية للانتماء المدني".

======================== ن.ح