وطنية - فورلي - نشاطات وحملات تضامنية مع لبنان تقوم بها الفاعليات الإيطالية بالتعاون مع الكتيبة الإيطالية العاملة في جنوب لبنان ضمن قوات "اليونيفيل" رغم الظروف التي تعيشها أوروبا بفعل الأزمة الأوكرانية، بينها المهرجان الكبير الذي سيقام في مدينة فورلي بين 2 و8 نيسان المقبل للتضامن مع لبنان في حضور رئيس بلدية صور حسين دبوق وسفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر وبمواكبة من "الوكالة الوطنية للإعلام".
تنظم المهرجان التضامني بلدية بورلي وفوج المجوقل رقم 66 للجيش الإيطالي بقيادة العقيد ماركو ليكاري، الذي عاد مؤخرا بعد ستة أشهر قضاها في لبنان. كما تشارك في التنظيم جمعية "فورلي من أجل لبنان".

وهذا الحدث الثقافي يقام كل عام بعنوان "جسر بين الشعوب" وسيركز هذه السنة على لبنان.
كيف بدأت القصة مع فورلي؟ فور تسلم العقيد ماركو ليكاري قيادة الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن قوات اليونيفيل، ومن دون تردد قام بكتابة رسالة صريحة إلى رئيس بلدية فورلي في إيطاليا الدكتور جان لوكا زاتيني، حيث يتواجد فيها مقر قيادة فوج " 66 المجوقل المحمول تريستي"، والتي يتولى العقيد ليكاري أيضا قيادته في الوطن الأم.
في الرسالة، طلب العقيد ليكاري، الدعم لغرض وحيد هو "تـأمين وصول مساعدات من إيطاليا إلى الأشقاء اللبنانيين الذين يواجهون صعوبات جمة". 

كتب رسالته هذه ليس فقط بصفته قائدا للفوج، ولكن أيضا كمواطن فخري من فوج 66 لمدينة فورلي منذ عام 2002 ولقناعته بأن العلاقات بين الفوج 66 والمدينة متينة جدا، مما زاده طمأنينة بانه سيكون هناك اهتمام ومتابعة لطلبه وهكذا كان.
ومنذ استلام رئيس بلدية فورلي الرسالة، تفاعلت واستجابت سريعا مدينة فورلي بطريقة غير متوقعة. وبعد شهرين بدأت المساعدات بالوصول، بدايتها كان تقديم الزي الرسمي لفريق كرة القدم النسائي "SuperGirls" لمدينة صور ومنها انطلقت رحلة مثيرة من الإنسانية وبناء علاقات شفافة ومتينة للغاية. ومنها كانت أيضا، بداية إطلاق مشروع "فورلي من أجل لبنان"، نموذج حقيقي للتضامن، كما وصفت الحدث جريدة "أفينييري". علاوة على ذلك، تم إنشاء لجنة لمتابعة المشروع في المستقبل أيضا.
 
بدأت المساعدات تصل الى لبنان وبلغت ذروتها في كانون الأول الماضي مع وصول طائرة محملة بالمواد الأساسية (أدوية، حليب مجفف، ملابس أطفال، مستلزمات طبية متنوعة، قرطاسية، إلخ...). تم إيصالها وتوزيعها من دون تمييز في البلديات والمؤسسات ضمن عمل الكتيبة الإيطالية وأيضا في مناطق لبنانية خارج نطاق مسؤولياتها.  

لم يقتصر الدعم فقط على هذا النوع ولكن تخطاه ليكون هناك تطوير لمشاريع متعلقة بالقطاع التعليمي. إذ تم إطلاق مشاريع مختلفة بين مدارس في فورلي ولبنان مثل التعاون بين معهد "ماركوني" التقني الصناعي وثانوية البازورية الرسمية وبين ثانوية "مورجاني" ومدرسة "سمارت كوليدج" البازورية. وتم تبادل الرسائل بين طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة في فورلي مع طلاب من المدارس اللبنانية. كذلك، تم شراء وتركيب نظام الألواح الشمسية لمدرسة الباكورية الثانوية العامة (حوالي 8.500 يورو). وبنفس الطريقة، تم شراء الآلات الموسيقية لطلاب مدرسة smart college  بمبلغ حوالي 1300 يورو.

في السياق المدرسي، تم توزيع الكثير من المواد (قرطاسية ومدرسية وألعاب، إلخ).

وفترة عيد الميلاد تم جمع مبلغ 6000 يورو من قبل جنود الكتيبة الإيطالية للتبرع بهدايا لأطفال من مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري، أيتام مؤسسة الصدر وأبناء الكنائس في مدينة صور وبلدة علما الشعب وأيضا إجراء بعض التجديدات في بعض المدارس والمباني البلدية.

وتم جمع 3100 يورو من نادي "الليونز" فورلي لدعم الصليب الأحمر اللبناني في صور و لجمعية الدفاع المدني التابعة لبلدية مدينة صور لشراء الإمدادات والتجهيزات الطبية لسيارات الإسعاف.
 
الجدير بالذكر، أنه تم كعربون شكر ووفاء، منح العديد من شهادات المواطنة الفخرية للبلدات الجنوبية في لبنان لشخص قائد الفوج 66 المجوقل وللفوج.

انتهى مشروع فورلي من أجل لبنانForli per il Libano"" في مرحلته اللبنانية بعودة الفوج إلى ايطاليا وانتهاء مهمته في لبنان لكنه يستمر في إيطاليا. ستبلغ عملية بناء جسر العلاقات بين فورلي ولبنان إلى ذروتها في 26 آب المقبل حيث ستشهد مدينة فورلي حدثا ثقافيا كبيرا في" سان دومينيكو أرينا" وبمشاركة العديد من طلاب المدارس وكورال أبناء شهداء الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري.

وسيقوم بعض طلاب المدارس المتواجدة في ضمن نطاق منطقة عمليات الكتيبة الإيطالية، بأداء مقطوعات موسيقية مختلفة كجزء من تطوير التعاون مع جمعية "نو. في. آرت" التي تعمل على بناء "الجسور الموسيقية والثقافية بين الشعوب" منذ سنوات. في غضون ذلك، ستؤدي جوقة مؤسسة المقدم صبحي العاقوري عروضهم مع جمعية أوركسترا فورلي للأطفال في "فورلي تعزف". 

سيتم دعم هذا الحدث بشكل كامل من قبل مجتمع " فورلي" من خلال أنشطة سيكون ريعها لصالح هذا المشروع..

في حديث لنائب رئيس البرلماني الأوروبي ماسيمو كاستالدو، وهو القيادي في حركة الخمس نجوم، مع "الوكالة الوطنية للإعلام"، قال: "ان ارسال جنود السلام الايطاليين الى جنوب لبنان ليقوموا بمهمة امنية وانمائية عزز العلاقة مع سكان الجنوب الذين أصبحوا يعتبرونهم بمثابة ابناء واخوة لهم". 

أما سفيرة لبنان في إيطاليا ميرا ضاهر فتتقدم في كل مناسبة بالشكر لإيطاليا، وتؤكد ان "حضور جنودها في جنوب لبنان عزيزا جدا على قلوب اللبنانيين والجنوبيين بشكل خاص ومرحب به دائما". كما تؤكد أن "العلاقة بين الكتيبة الإيطالية والمواطنين في الجنوب ان دلت على شيء فإنها تدل على العلاقات التاريخية والطيبة بين ايطاليا ولبنان وإيطاليا ستبقى دائما الى جانب لبنان كما يؤكد المسؤولون فيها". 

وتقول رئيسة مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري وهي جمعية تضم أبناء شهداء الجيش وقوى الأمن الداخلي وتقوم بنشاطات عدة مع الفاعليات الإيطالية، لـ"الوكالة الوطنية للاعلام": إن "ما تقوم به الكتيبة الايطالية في جنوب لبنان  مهم ويأتي بالفائدة على السكان المحليين". وتضيف: "إن إيطاليا في كل مناسبة تجدد التزامها دعم لبنان".

 

                                    ============إ.غ.