تعرفت على الفقيد في زمن من بداية القرن الحالي عضوا في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية في طرابلس، ومن ثم مجلس أمناء ثانوية روضة الفيحاء. ثم تتابع لقاؤنا به نشاطا وإدارة وحوارا زمن توليه ادارة مؤسسة دولة الرئيس نجيب ميقاتي الثقافية والدينية حيث تمت استضافة علماء ومفكرين من العالم العربي لعقد لقاءات مع أهل المدينة في اطار نشاطات ترفد المجتمع الطرابلسي علما و فكرا.
في كل هذه اللقاءات والنشاطات كان الراحل حاضرا ومشاركا بصورة فعالة تعكس علمه وثقافته وحرصه على نشر العلم بما ينفع الناس. لقد اضافت هذه النشاطات لنشأة فقيدنا، مهندسا، مساحة واسعة من البحث الفكري أهلته لإصدار دراسات ومناقشات أدخلت عناوين جديدة الى الحركة الفكرية في المدينة.
لقد كان لحضوره الفاعل في مختلف هذه النشاطات ما أهَّله بجدارة لدور اساسي في المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى على مدى دورتين حين شغلته واستحوذت على تفكيره قضايا تراثنا الوقفي ومستقبلنا فيه تنظيما مؤسساتيا متضامنا مع اعضاء المجلس الشرعي.
في إطار كل ذلك، كان لفقيدنا واخينا دورا ورؤية سعى الى تكريسها مع زملائه تأسيسيا لمنهج مستقبلي راسخ.
نبأ انتقال الدكتور عبدالاله الى جوار الرفيق الأعلى يثير فينا جميعا، اصدقاء ورفاق، شهادة وثناء وحزنا، وأراني معهم اليوم وقد وجبت شهادتنا فيه عند لقاء ربه كما جاء في الأثر.
رحمه الله وجعل الجنة مسكنه مع الصديقين والشهداء، وحسن اولئك رفيقا".
======================