الجمهورية : الطائرة تهوي والركاب يتنازعون ‏المقاعد...
ولقاء مرتقب بين "الحزب" ‏وباسيل

وطنية - كتبت صحيفة " الجمهورية " تقول : لا جديد على خط التأليف الحكومي الى درجة انّ الخطابات العالية ‏السقف لم تحرّك بعد عجلة الاتصالات، وبَدا انّ القطيعة بين المعنيين ‏بالاستحقاق الحكومي قد تزايدت، ما دفع بعض المراقبين الى الاعتقاد ‏بأنّ هؤلاء، وعلى الاقل بعضهم، قد يكونون ارتأوا تعليق إنجاز هذا ‏الاستحقاق على حبل التسويات والاتفاقات الاقليمية والدولية ‏المتنوعة الجاري إعدادها هذه الايام، وفي مقدمها الاتفاق النووي ‏المنتظر بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، فيما البلاد في حاجة ‏الى حكومة تشرع في وضع البلاد على سكة الانقاذ خصوصاً على ‏الصعد الاقتصادية والمالية والمعيشية.‏
علمت "الجمهورية" من مصدر رفيع المستوى مواكب لملف تأليف ‏الحكومة ان اي اتصال او اجتماع لم يحصل بعد بين المعنيين بحركة ‏التفاوض حتى على خط الفريق الواحد في انتظار "اللا شيء"، وذلك ‏في اشارة من المصدر الى استنفاد كل المحاولات في هذا الاتجاه، ‏محذراً من "الوقت القاتل في الفراغ السياسي حيث تتفاقم الازمات ‏والمشكلات فيما المسار العلمي والمنطقي للامور جعل سرعة ‏التدهور تحتسب اليوم 10 ايام.‏
‏ ‏
وعمّا اذا كان كل المسؤولون قد سلّموا بالامر في انتظار المعجزة، ‏قال المصدر: "لبنان اصبح اليوم كطائرة مات فيها الكابتن والمساعد ‏وتعطّل الطيار الآلي وبدأت تهوي، فيما بعض ركابها يتنازعون على ‏المقاعد الامامية وآخرون يبحثون عن المأكل والمشرب لتأمين الصمود ‏وفي النهاية الجميع سيسقطون ويرتطمون، الا اذا تبين انّ من بين ‏الركاب من يختبر الطيران ويعمل مع مجموعة حكيمة على التدخل ‏ومحاولة كبح جماح الطائرة، وهذا الطيار غير موجود حالياً".‏
‏ ‏
وختم المصدر: "للمرة الألف يثبت انّ باب الحلول هو تشكيل حكومة ‏وكل ما يعمل عليه من جهد فردي يصطدم بهذا الممر الالزامي، ‏فمجلس النواب يعمل المستطاع ويتجه اليوم الى وضع البطاقة ‏التمويلية على جدول اعمال الجلسة التشريعية المرتقبة، كما انّ كل ‏الاتصالات والمحاولات مع الدول الشقيقة والصديقة للمساعدة تنتظر ‏تأليف الحكومة".‏
‏ ‏
الخليل وصفا وباسيل
‏ ‏
لكن رغم هذه المعطيات المتشائمة تردّد أمس أنّ الحاج حسين الخليل ‏المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ‏ومسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا قد يلتقيان رئيس ‏‏"التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل خلال الساعات المقبلة، ‏لاستكمال محاولة تثبيت التهدئة السياسية وسعياً الى تجديد البحث ‏في مخارج من الازمة الحكومية.‏
‏ ‏
وفي انتظار اتّضاح الطريقة التي سيتعامل بها الحزب مع احتكام ‏باسيل اليه في ملف الحقوق المسيحية، نُقل عن أحد رؤساء الحكومات ‏السابقين رفضه خيار اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري وتمسّكه ‏ببقائه مكلفاً الى حين ان يتمكن من تشكيل الحكومة.‏
‏ ‏
وفي هذه الاجواء كشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ حركة ‏الاتصالات بين قيادتي "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" فتحت امس ‏بهدف الوصول الى اجتماع سيُعقد بين باسيل والخليل وصفا بغية ‏التنسيق والوقوف على ما أراده باسيل في اطلالته الأخيرة وما يطلبه ‏من السيّد نصرالله.‏
‏ ‏
وفي المعلومات المتداولة انّ اللقاء وإن لم يكن قد انعقد ليل امس ‏في البياضة، فإنه سيعقد في الساعات المقبلة في وقت لا يُبنى عليه ‏اي جديد يستحق الذكر او التأثير لانطلاقة جديدة للمفاوضات ‏الحكومية. وبعدما اشارت مصادر قريبة من "حزب الله" الى مثل هذا ‏التطور اكدت لـ"الجمهورية" انّ ما طالبَ به باسيل "يحتاج الى كثير ‏من التمحيص للتثبّت من إمكان ان يحمل طرحاً جديداً". ولفتت الى ‏أنها ليست على علم بتطورات جديدة غير تلك التي كانت مدار بحث ‏معمّق مع موفدي الثنائي الشيعي الى باسيل على مدى الاسبوعين ‏الاخيرين في اجتماعات عقدت بين اللقلوق والبياضة وبعبدا.‏
‏ ‏
وباستثناء لقاء اللقلوق الاول بين باسيل وممثل حركة "امل" النائب ‏علي حسن خليل كان الحزب ممثلاً فيها بصفا والمعاون السياسي ‏للأمين العام حسين خليل. ولذلك طرح السؤال عما سيكون الجديد ‏لدى باسيل، سوى الشكوى من مبادرة بري وما انتهت اليه الاتصالات ‏السابقة والتي لا يمكن ان ترضيه ان لم يتراجع عن الطروحات التي ‏أطلقها اكثر من مرة ولا يمكن "الثنائي الشيعي" ان يجاريه فيها، ‏فليس هناك من فوارق بين موقف طرفيه.‏
‏ ‏
وكان عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جورج عطالله قال أمس: "هناك ‏معلومات من نواب "حزب الله" أنه سيكون هناك اتصال مع باسيل ‏للتفاهم حول هذا الموضوع". وأوضح أنه "لا يمكن الفصل بين الثنائي ‏الشيعي على الأقل في هذه الظروف وهذه المرحلة، ونحن نعرف أنّ ‏هذا الموضوع لا يمكن التفكير به لأنه يكون من قبيل السخف ‏السياسي ومضيعة الوقت. باسيل طرح هذا الشيء بموضوع التفاوض، ‏ولا إحراج في ذلك، بل وضع ثقة وتأكيد على العلاقة السياسية بين ‏التيار والحزب، وعلى أنهم مع بعضهم وتحالفهم وثيق بغضّ النظر عن ‏التباين ببعض الملفات الأخرى". واضاف: "نحن ننتظر جواب "حزب ‏الله" الرسمي على طلب باسيل، وإذا كان الجواب بهذه الطريقة بدعم ‏مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، هذا سيكون آخر كلام لباسيل ‏في هذه الحكومة، بالتالي فليذهب صاحب المبادرة الى الرئيس ‏المكلف وحَضّه على حل أزمته وتشكيل الحكومة".‏
‏ ‏
بري والحريري
‏ ‏
في غضون ذلك، أمضى الرئيس المكلف سعد الحريري يومه الثالث ‏في ابو ظبي من دون الإشارة إلى اي نشاط سياسي يصبّ في مجرى ‏التأليف الحكومي. ولكن مصادر مطلعة كشفت لـ"الجمهورية" أن ‏الرجل على تواصل دائم مع بيروت لحظة بلحظة، و"انّ التواصل جار ‏دورياً بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري ولا حاجة للتذكير ‏بالتنسيق الدائم بينهما".‏
‏ ‏
توازياً، كشفت المصادر عن اتصالات اجراها الحريري بعدد من ‏الشخصيات السياسية والنيابية من دون الإشارة الى اي تفاصيل او ‏اسماء شملتها هذه الاتصالات، وإن وصفتها بأنها تقليدية. واكدت انّ ‏الحريري على تواصل دائم مع عدد من الشخصيات المهتمة بملف ‏اللاستحقاق الحكومي وقضايا وطنية أخرى، فالملفات الاجتماعية على ‏جدول اعماله اليومي سواء كان في بيروت او في أي مكان آخر في ‏العالم.‏
‏ ‏
ضياع المسؤوليات
‏ ‏
في غضون ذلك، وفي ضوء تفاقم المأزق الاقتصادي وتداعياته ‏الاجتماعية على وقع رفع الدعم تدريجاً وفرضه كأمر واقع، استغربت ‏اوساط سياسية استمرار التخبّط الرسمي على هذا الصعيد وضياع ‏المسؤوليات بين حكومة تصريف الأعمال المقيدة، والرئيس المكلف ‏بتشكيل حكومة ممنوعة من الصرف، بحيث بدأ تطبيق التقنين القاسي ‏في الدعم تمهيداً لرفعه كليّاً، من دون أي خطة منظمة، الامر الذي ‏ينعكس أزمات في معظم القطاعات الحيوية.‏
‏ ‏
ودعت الاوساط القوى الداخلية إلى تدارك الموقف قبل وقوع ‏المحظور، مشددة على أن لا خيار سوى تبادل التنازلات للوصول إلى ‏تسوية حكومية في أقصر وقت ممكن، ومطالبة الجهات الوازنة ‏بتفعيل دورها وتكثيف ضغطها على طرفي النزاع لتحقيق التوافق.‏
‏ ‏
وفد نيابي
‏ ‏
وهنا علمت "الجمهورية" انّ وفداً نيابياً زار دمشق في الايام القليلة ‏الماضية ضَمّ النواب: علي حسن خليل، عبد الرحيم مراد، اسعد حردان، ‏حسين الحاج حسن واغوب بقرادونيان. وعقد الوفد سلسلة لقاءات كان ‏ابرزها مع وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، وتركز البحث على ‏ملف اقتصادي يعني لبنان وسوريا. وكشفت مصادر الوفد ‏لـ"الجمهورية" انّ هذه الزيارة التي لاقت ترحيباً واسعاً في دمشق ‏‏"ليست يتيمة، وستليها خطوات عملية على الارض في ما يتعلق ‏بموضوع الترانزيت وفتح الحدود".‏
‏ ‏
مواقف
‏ ‏
وفي جديد المواقف السياسية أمس، قال تكتل "لبنان القوي" في ‏بيان له بعد اجتماعه الدوري الالكتروني برئاسة باسيل، أنّ "عدم إقرار ‏خطة ترشيد الدعم يعني القضاء على ما تبقّى من مدخرات اللبنانيين، ‏فيما يسعى التكتل الى الحفاظ عليها فعلياً". وأمل أن "تشكّل ‏المواقف التي أطلقها رئيسه الأحد الماضي، والفكرة التي قدّمها، ‏كركيزة انطلاق لتزخيم الاتصالات واجراء المشاورات اللازمة لقيام ‏الحكومة الإصلاحية الموعودة".‏
‏ ‏
ولفت الى أنّ "رئيس التكتل أكّد أن لا أحد يحقّ له تحويل اللبنانيين ‏الى أسرى معادلة اللاءات المانعة للتشكيل، بعد كل التنازلات ‏والتسهيلات التي تمّ تقديمها". وشدّد على انّ "الاستمرار في حال ‏المراوحة هو بمثابة ارتكاب جريمة بحق الناس، وهذا ما لن يشارك فيه ‏او يسكت عنه او يقبل باستمراره". ورأى أنّ "وقف الدعم نهائياً ‏والامتناع عن إقرار خطة الترشيد والبطاقة التمويلية سيتسبّبان ‏بانقطاع المواد والتهاب أسعارها، وسيُشعل اضطرابات اجتماعية ‏كبيرة".‏
‏ ‏
الكتائب
‏ ‏
بدوره، اعتبر المكتب السياسي الكتائبي أنّ "الجولة الأخيرة من ‏المناورات الحكومية هي نتيجة حتمية للممارسات التي قادتها ‏منظومة التسويات منذ أن قرّرت تسليم البلد الى "حزب الله". وتوقف ‏باستغراب "امام الأصوات التي استهجَنت توكيل قرار تأليف الحكومة ‏للأمين العام لـ"حزب الله"، فيما هي نفسها كانت قد باعت السيادة ‏والقرار الحر مقابل حفنة من الكراسي التي سُحبت اليوم من تحت ‏قدميها". وحذّر المكتب، خلال اجتماعه الدوري برئاسة نائب رئيس ‏الحزب النقيب جورج جريج أمس، من "الاستمرار في ممارسة لعبة ‏التخويف الفئوي، لإحكام السيطرة على اللبنانيين وفرض وصاية ‏طائفية، تعيد زمن التقوقع في منطق مدمّر، لغايات انتخابية ‏وطموحات رئاسية وسلطوية". وعاوَد التأكيد أنّ "اللبنانيين بكل ‏طوائفهم هم فريسة هذه المجموعة، وأنّ التحدّي اليوم هو وطني ‏بامتياز، ويشمل كل مواطن الى اي منطقة او طائفة انتمى، فكفى ‏لعباً على الأوتار الطائفية الكاذبة".‏
‏ ‏
‏"التشاوري"‏
‏ ‏
ولاحظ "اللقاء التشاوري"، في بيان، انّ "اللبنانيين يواجهون هذه الايام ‏التباشير الاولى للايام الأصعب التي تنتظرهم". واكد انه "يَربأ بنفسه ‏عن مجاراة المسؤولين عن تشكيل الحكومة في الجدل الدستوري ‏والميثاقي الذي انزلقوا اليه، والذي لا يهدف سوى الى شد العصب ‏المذهبي وتكريس الاصطفافات الطائفية وكأننا امام التحضير ‏لانتخابات نيابية وليس امام تعثّر متواصل في تشكيل الحكومة". ‏وناشَد المجلس النيابي "الانحياز الى وجع الناس والاسراع في إقرار ‏القوانين التي تخفف من هذا الوجع، لا سيما منها البطاقة التمويلية ‏التي تستفيد منها 800 الف عائلة في لبنان".‏
‏ ‏
وطالبَ حكومة تصريف الاعمال بـ"أن تمارس صلاحياتها كسلطة ‏إجرائية في ظروف طارئة يعيشها البلد، وفي ظل انشغال المسؤولين ‏عن تشكيل حكومة جديدة بتحديات متبادلة وبنزاع حول الصلاحيات ‏والحقوق والمواثيق". وكرّر التأكيد "أنّ ما أوصلنا الى هذا الجدل ‏البيزنطي هو تعطيل تطبيق اتفاق الطائف والتمادي في تجاهل ‏وتحريف النصوص الدستورية".‏
‏ ‏
كورونا
‏ ‏
على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي ‏أمس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 147 إصابة جديدة (124 ‏محلية و23 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 543698". كذلك ‏تم تسجيل 4 حالات وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى ‏‏7829.‏
‎.‎

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب