مؤتمر إشراك الشباب في مواجهة الأزمة الاقتصادية في بعلبك

وطنية -  بعلبك -  نظمت "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب" مؤتمر إشراك الشباب في مواجهة الأزمة الاقتصادية في قاعة تموز في بعلبك، ضمن فعاليات مشروع "تعزيز تضامن الشباب للحد من التطرف" الذي تنفذه الجمعية بالشراكة مع السفارة الهولندية، برعاية سفير مملكة هولندا في لبنان هانس بيتر فان دير وود ممثلاً بنائب البعثة الهولندية سيلفيا ديبين، ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، وفي حضور العميد محبوب عون ممثلا قائد الجيش، المقدم غياث زعيتر ممثلا المدير العام للأمن العام، المقدم جوزف حجار ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي، المقدم حسين الديراني ممثلا المدير العام لجهاز أمن الدولة، المؤهل محمد حمية ممثلا الجمارك، رئيس اتحاد بلديات بعلبك علي فياض ياغي، رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات اجتماعية.

اللقيس
رحب مؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس بالمشاركين، وقال: "سوف نخصص في لقائنا اليوم مساحة للشباب بحضور الفاعليات الاجتماعية الموجودة معنا، لكن في البداية اسمحوا لي أن أشكر البعثة الهولندية على شراكتها معنا المستمرة من 10 سنوات، نفذنا خلالها مجموعة برامج حول حقوق المراة ودور الشباب في تخفيف التوتر والعنف في المجتمع، وخلق فرص افضل في بعلبك الهرمل.  وبهذه الشراكة رسخنا مجموعة  عناوين تتضمن رؤية الجمعية القائمة أولًا على الحفاظ على كرامة الانسان وبناء المجتمع على أسس العدالة الإجتماعية واحترام حقوق الانسان، وما احتفالنا اليوم إلا تجسيداً لهذه العلاقة، ولكن هذه المرة مع فئة الشباب وذلك من أجل الحد من التطرف". 

وأضاف: "مشروعنا يهدف الى تطوير قدرات الشباب، والمقصود هنا ليس القدرات المهنية والعملية ولكن من الزاوية الوطنية، فبعد بناء شخصيته لا بد من بناء انتمائه الوطني والمجتمعي، وعلى الرغم من أن الشباب هم ضحايا في هذا الوطن الذي لا يعطيهم أبسط حقوق الحياة، ومع ذلك نجدهم يتصدون لكل الصعوبات ويعملون على إعادة بناء المواطن. من خلال المشروع نتعلم من الشباب الايمان بالقيم الوطنية والإنسانية، نتعلم أنه حان الوقت لنؤمن ان المجتمع يجب ان يتغير للأفضل، الى مجتمع يجسد طموحاتنا وانتمائنا إلى القانون والخير والسلام، وأن نتخلى عن العنف الذي غالبا ما نرثه عن أهلنا أو نمارسه للفت الإنتباه". 

وشدد على أهمية "تطوير علاقات الشباب بين بعضهم البعض من جهة ومع مجتمعهم من جهة ثانية. من المؤسف ان تعيشوا في مجتمع عاجز بمؤسساته، ومع ذلك يجب أن نبقى على احترام المؤسسات الوطنية، وبدلا من شتمها ان نتعاون من أجل إنقاذها وتحسين أدائها، فأنتم الشباب تمثلون 60  % من المجتمع، أنتم حاضرنا ومستقبلنا واصحاب الخيار لما سيكون عليه مجتمعكم لاحقا. والتغيير لا يكون بان نبقى ضحايا بل بالإيمان بقدرتنا على التغيير وبممارسة حقوقنا السياسية والإجتماعية، وأن ننظر إلى الآخر كشريك في الوطن والإنتاج والبناء بدل الخوف منه وتجنبه".

وتابع: "نحن نؤمن أنه من أجل تحقيق هذه الأهداف يجب أن نحمي المجتمع. فمن غير المقبول أن يبقى أمننا الغذائي وإنتاجنا وإقتصادنا مرتبط بحروب العالم. ومن خلال تجربتي أقول هناك ثقافة تكريس الضعف والمشاعر الإنهزامية، قيل لنا دائما "سمك ببعلبك ما بيكبر"، ولكن كبرنا وصرنا حوتا وعرفنا أن هذه المقولة مغلوطة، ولكن لم نكبر على الناس بل كبرنا معهم. وكانوا يرهبوننا من الآخر وانه لا يمكن دخول مناطقه، ولكن عندما تعرفنا عليهم علمنا انهم شركاءنا في الوطن والمواطنية. لذا أقول لكم علموا أولادكم أننا جميعنا نعيش في وطن واحد موحد متشابه، وعلموهم ان يستثمروا في أرضهم وهوائهم وشمسهم. كما استثمرتهم الشمس  وأنرتم  قصر العدل في بعلبك. فبوجود الارادة والحلفاء الصادقين يمكننا معا تحقيق الكثير، ورسالتي لكم ان تؤمنوا بأنفسكم من أجل تحقيق أحلامكم الخاصة والعامةط. 


وختم اللقيس: "كما استطعنا نحن بالإيمان والشفافية وحب الناس وتحمل المسؤولية بناء مشروع إجتماعي تنموي هو الأكبر في المنطقة، انتم أيضا تملكون القدرة للوصول إلى مجتمع أفضل، وأشكركم لأنكم آمنتم بهذه الفكرة وقمتم بتنفيذها بالتعاون مع الفاعليات الإجتماعية".

ديبين
بدورها أعربت ديبين عن سرورها للمشاركة في هذا المؤتمر "لمناقشة الموضوع المهم لتمكين ومشاركة الشباب، وللاحتفال ببداية مرحلة جديدة من التعاون بين الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب وهولندا كشريكين أقوياء لـسنوات عديدة، وقد حدث الكثير في لبنان خلال تلك السنوات: مأزق سياسي ترك البلاد بلا فاعلية، وبدون حكومة لفترة طويلة من الزمن، وأزمة صحية عالمية، والأهم من ذلك، الوضع الاجتماعي الاقتصادي الحالي الذي يضرب اللبنانيين بطريقة غير مسبوقة، ولا سيما الشباب اللبناني، الحريصين على بدء عيش حياتهم البالغة وبناء مستقبلهم، والذين يتضررون بشدة من الأزمة الحالية". 

واعتبرت أن "ندوب الحرب الأهلية وغيرها تركت صراعات قد يتم فتحها مرة أخرى، ويمكن لبعض الجماعات المتطرفة أن تستغل بسهولة الإحباط واليأس الناجمين عن هذه الأزمات". 

وأشارت إلى أنه "يمكن للعنف وضع الناس ضد بعضهم البعض وتدمير النسيج الاجتماعي للمجتمع، وذلك لن يستفيد منه أحد في النهاية. وأعتقد بقوة أن التنوع، سواء كان ثقافيا أو اجتماعيا أو دينيا، هو شيء يجب الاعتزاز به. احتضنه واستفاد منه وحاول الآخرون التعلم منه.  قد ينظر الأشخاص من جميع أنواع الخلفيات إلى الأمور من وجهات نظر مختلفة، ولكن الانفتاح على ما يسمى بالآخر ستضيف الثراء إلى حياتك.  تكمن القوة في الاختلافات، وليس في أوجه التشابه". 

 ورأت انه "على مدى العامين الماضيين ، قامت الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب بعمل هائل بنجاح الانخراط في أنشطة تهدف إلى التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي. وقد سمعت قصصاً من زملائي كيف شارك في هذه الأنشطة الشباب من مختلف الشرائح الاجتماعية والدينية في المجتمع معا، وكيف كانوا يتشاركون يوميا النضالات، وكيف كانت لديهم نفس الآمال والأحلام للبنان".
 
وقالت: "تكمن قوة هذا البرنامج في بناء الجسور، ليس فقط  بين الشباب، ولكن أيضا بين الشباب والهيئات المحلية والقوى الأمنية في المنطقة.  لذلك أنا مسرورة جدا لرؤية هذه القطاعات ممثلة هنا بيننا اليوم، وبناء هذه الجسور سيعزز المزيد من التفاهم بين الشباب والمؤسسات الأمنية المحلية ومساعدتهم على بناء الثقة المتبادلة".

 وختمت مؤكدة أن "المشاركة المجتمعية والتماسك الاجتماعي في طليعة هذا المبادرة، ولكن بشكل خاص في الوضع الاجتماعي والاقتصادي الحالي، توفير الآفاق لمستقبل شباب لبنان أكثر أهمية من أي وقت مضى".

      =====================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب