وطنية - وزع التفتيش المركزي كلمة رئيسه القاضي جورج عطية، التي ألقاها خلال اطلاق التسجيل على شبكة "دعم" للحماية الاجتماعية من السرايا، وجاء فيها: 
 
"نلتقي اليوم بمناسبة اطلاق التسجيل على شبكة "دعم" للحماية الاجتماعية، من خلال المنصة الرقابية في التفتيش المركزي IMPACT من خلالها سيقوم التفتيش المركزي كجهاز رقابي أساسي في الدولة اللبنانية بمراقبة، ادارة وتنفيذ الآليات وفقا لحاجات ومبادئ برنامج شبكة دعم مع مراعاة الاحترام التام للقوانين المحلية المرعية الإجراء والمعايير الدولية والممارسات الفضلى بالاضافة الى وتوليه الرقابة الكاملة على كل الأنشطة التي تجرى على النظام لتعزيز حوكمة البيانات التي يتم جمعها من المواطنين والمواطنات لارساء معايير حماية خصوصية بياناتهم.
 
تقف IMPACT بجهوزية تامة لخدمة مشروع الامان الاجتماعي  تلبية للقرار المشترك للجنة الوزارية التنفيذية برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء ووزراء الشؤون الاجتماعية والمال والاقتصاد والتجارة التي وضعت المعايير اللازمة والنهائية لهذا البرنامج.
 
البرنامج هو الاول من نوعه في تحديد آليات ومعايير تطبيقية ورقابية على السواء ما يظهر رؤية الحوكمة الرشيدة والمبادئ التي تشكل حجرا يؤسس عليه في عملية انهاض البلاد من مصابها، اذ افضى الى ارساء مبادئ التعاون بين الجهات المختلفة في الادارة اللبنانية سمح بشبك قواعد البيانات لديها لهدف التواصل للتحقق والتدقيق عبر برامج آليات معلوماتية ووفقا لإرشادات النظام الأوروبي العام لحماية البيانات، فضلا عن ان من ثمار هذا القرار جرى تضافر الجهود بين الفريق التقني في التفتيش المركزي والتقنيين لدى هيئة اوجيرو بعمل دؤوب يستحق التقدير لتطوير البنية التحتية لاستضافة الاجهزة والخوادم الرئيسية للمنصة مع ضمان استمرارية تشفير البيانات المكونة ووفق معايير امان عالية، ليصبح للبنان اليوم مركزا وطنيا للبيانات تملكه الدولة اللبنانية لخدمة مصالح شعبها يكون لمجلس الوزراء الحق في اعطاء صلاحية الوصول على هذه البيانات لكل وزارة حسب اختصاصها، ووفقا لمهامها ضمن القوانين المرعية.
 
ان الحضور الكريم  لاعلان انطلاق برنامج شبكة الحماية الاجتماعية "دعم"، انما هو مناسبة لإلقاء الضوء على هذا العمل الانساني سيتم بعدالة اجتماعية وبعد رؤيوي، حيث سنحرص خلال تطبيق آلية البرنامج على مراعاة المبادىء الخمسة للحوكمة الا وهي:
 
 الانصاف ونعني بها ايصال الحق لصاحبه بعدالة اجتماعية بعيدا عن كل زبائنية واستنسابية ومصالح انتخابية ضيقة، فإن قرار التأهيل أو الاستبعاد مبني على نظام ممكنن بالكامل دون تدخل بشري أو إمكانية تغيير النتائج، واعتماد رقم الهوية كرقم موحد كشرط لاستفادة كل فرد من أفراد الأسرة تجنبا لازدواجية الطلبات.
 الشفافية ونعني بها المكننة الشاملة لآلية التنفيذ والتحقق منعا لأي تدخل بشري، وعدم إمكانية تعديل معلومات المنصة المختصة بالبيانات المتعلقة بمعايير الاختيار. كما ونشر التقارير الدورية التي تلخص كل العمليات والاليات المنفذة والبيانات العامة، وذلك لتسليط الضوء على التقدم والتطور في تنفيذ البرنامج والتزامه بالقوانين والمعايير الدولية، مع تمكين العموم الاطلاع عليها من خلال لوحات تفاعلية  على الموقع الالكتروني للبيانات المفتوحة الخاص https://impact.gov.lb/
امن وخصوصية البيانات ونعني بها مراقبة حماية معلومات البرنامج وامن تخزينها وحوكمتها على ارشادات النظام الاوروبي العام، إذ يمنع الوصول المباشر إلى قاعدة البيانات الاسمية بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف من الظروف، باستثناء الظروف المنصوص عليها في قواعد الخصوصية التي تعتمدها اللجنة الوزارية. كل ذلك من خلال تقارير دورية تعدها شركة متخصصة تتمتع بخبرة دولية لتقوم بدور الطرف الثالث، بالإشراف على آلية حماية البيانات التي يتمّ جمعها عبر البوابة الالكترونية،
 المساءلة ونعني بها اجراء الرقابة الكاملة المتزامنة مع التنفيذ على الانشطة كافة التي تجرى على المنصة، كما القيام بالرقابة اللازمة على عمل الادارات واللجان المتفرعة التي تتولى تنفيذ هذا البرنامج،
فضلا عن القيام  بتحليل وتقييم بيانات الاستفسارات والشكاوى المتلقاة من المواطنين على الخط الساخن 1747 لوضع التقارير بمقترحات الخطوات اللازمة لمعالجة مسبباتها وتصويب اساليب التنفيذ ومتابعة نتائجها، ورفعها الى صانعي القرار بهدف تحسين ظروف خدمة المواطن واتخاذ الاجراءات اللازمة عند الاقتضاء.
 
خلال هذا العام وفي خضم الازمات أطلق التفتيش المركزي حلولا لخدمة المواطن، بالتوازي مع تنفيذ صلب مهامه، لجهة تحسين اساليب الاعمال الادارية في المؤسسات والادارات العامة مع تصويبها وتنسيقها، اعلاء لشأنها لترتقي في مستويات تقديم الخدمة العامة، بشهادة وتقدير من المجتمع الدولي الحاضر اليوم بيننا.
 
منصة التفتيش المركزي IMPACT دورها اساسي في النهضة الرقابية لعمل جهازنا الرقابي، ويتم استعمال بنيتها التحتية لتطوير برامج خاصة بالوزارات واحكام الرقابة بينها، ومثال على ذلك برنامج التسجيل لتلقي اللقاح الوطني بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة، حيث تم اعتماد الرقابة الآنية المتزامنة مع كل مراحل تنفيذ خطة اللقاح واصدار تقارير تم نشرها لاشراك المجتمع المحلي والدولي بالمراقبة وبالمعلومات.
 
وكمثال ثان برنامج التنمية الريفية والمحلية الذي تم تكوين بياناته من خلال IMPACT والذي سمح لنا بمراقبة كل الاعمال البلدية بالتنسيق والتعاون مع اللجنة الوزارية للانماء الريفي والمحلي في وزارة المهجرين، بيانات هذا البرنامج تسمح برسم سياسات عامة لكل بلدية تحقيقا لفرص الانماء المتوازن وفتح فرص عمل للشباب اللبناني.
 
وكمثال ثالث التعاون والتنسيق مع هيئة ادارة الكوارث في السرايا الحكومي اثناء فترة الاغلاق العام واذونات التنقل وفتح واغلاق الشركات والمؤسسات، هذا التعاون الذي حصل ايضا من خلال IMPACT والذي امن الحماية الكاملة للمواطن في اجراءات التنقل، ومراقبة الاستعداد الكامل لدى المواطن لمواكبة التطور الاداري والتعامل الرقمي لاتمام معاملاته، الأمر الذي شكل قفزة نوعية للتعامل الحضاري بين المواطن والدولة، مع انتفاء اسباب ارتكاب اي رشوة او فساد بفضل الاسلوب الراقي لتقديم الخدمة العامة كما يليق بالمواطن.
 
حاولت أن أعرض صورة سريعة تلخص أبرز مساهمات منصة التفتيش المركزي Impact للاضاءة على الرؤية الجديدة المتطورة لعمل التفتيش والموضوعة قيد التنفيذ، الا وهي "الرقابة الرقمية في خدمة الحوكمة الرشيدة". الحوكمة التي اؤتمن التفتيش المركزي على تطبيقها من خلال النصوص التشريعية الخاصة بانشائه وبصلاحياته، تنفذ ولاول مرة في تاريخ الجهاز الرقابي بفضل تضافر جهود التفتيش المركزي والإدارات العامة وعدد من الشباب والشابات اللبنانيين المبدعين في مجال التكنولوجيا وتطوير السياسات العامة.
 
كما استطعنا من خلال رقابتنا الرقمية تثبيت معادلة ثلاثية تتمثل بالمراقبة والمساءلة فالمحاسبة، مع تحديث وارساء قواعد جديدة ومتطورة لرقابتنا، وصقل مهارات المفتشين العامين والمعاونين والموظفين الإداريين، واسترجاع وانعاش الدور المحوري والمركزي للجهاز الرقابي.
 
اليوم اصبح بامكاننا القول انه من خلال جهازنا الرقابي ومن خلال IMPACT استطعنا تدوين بداية قصة نجاح لبناء مرحلة جديدة في حياة الادارة اللبنانية تتمثل بالشفافية واشراك المواطن بالرقابة والتعبير، فقد نشرنا الجداول والبيانات كافة على موقعنا الالكتروني المفتوح واشركنا الجميع بالرقابة التي تلجم الفساد وكل من يفكر باعتماده، حيث اصبحت المحاسبة آنية وليست محاسبة لاحقة تغيب معها عناصر فعاليتها.
 
اننا اليوم في مرة جديدة أمام تحد جديد لانجاح هذا المشروع الانساني الاجتماعي النموذج يحتذى به ليكون مثالا لكل مشروع آخر يهدف الى مساعدة الناس او لصرف الاموال الناس مهما كانت وجهة استعمالها، فوجودكم الرسمي معنا في هذا الصرح الكريم ليس للشهادة فقط على المراد ايصاله الى المواطن، ولكن للشهادة على كيفية ايصال الحق بالخدمة الى المواطن كما حصل في مراحل تنفيذ خطة اللقاح الوطني والتي حازت تقدير وامتنان من الجهات المحلية والدولية، حيث تم معها اعتماد الوثيقة الوطنية لتلقي اللقاح وقبولها في معظم البلدان المحلية والاقليمية".
 
اولويتنا في التفتيش المركزي هي لبناء الثقة ولمحاربة الفساد، وهنا سؤال يطرح نفسه كم من فساد عاث بلبنان في ظل غياب التقييم والتنسيق والمتابعة للمشاريع التي نفذت على ارضه؟
 
ان الرؤية الاساسية لانشاء التفتيش المركزي تتلخص بالرقابة والتوجيه والانماء، ثلاثة مبادىء تجسدت من خلال منصة IMPACT للتقييم والتنسيق والمتابعة واتخاذ القرارات من صانعي القرار على اساسها، لمكافحة وازالة مسببات الفساد، لذلك ما نراه اليوم هو انجاز اولي نشهد من خلاله على ان لبنان خرج من الاطار البيروقراطي الى مستوى راق ومتقدم، يتطلع اليه كل الشعب اللبناني والمجتمع الدولي على السواء.
 
وأخيرا أختم بالقول انه وسط الضوضاء التي تعرضنا لها من البعض، آثرنا عدم الرد وعملنا وما زلنا نعمل لتحسين وتطوير وتحصين وتطمين كل الفرقاء المسؤولين والسياسيين والمواطنين على ان نتاج عملنا هو فقط لخدمة الادارة العامة والمواطن الذي يبقى دائما صاحب الحق السلطان الاول والاخير في الخدمة العامة".

                  ================ و.خ